ويغضب، وأنه يسمع صوته (1) ويشرق نوره يوم الفصل ويكشف ساقه (2) ويبسط
(١) وحديث جابر المعلق في صحيح البخاري مع ضعفه في سياق ما بعده من حديث أبي سعيد ما يدل على أن المنادي غير الله حيث يقول (... فينادي بصوت إن الله يأمرك...) فيكون الإسناد مجازيا على أن الناظم ساق في حادي الأرواح بطريق الدارقطني حديثا فيه (يبعث الله يوم القيامة مناديا بصوت...) وهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإسناد في الحديث السابق مجازي وهكذا يخرب الناظم بيته بيده وبأيدي المسلمين وللحافظ أبي الحسن المقدسي جزء في تبيين وجوه الضعف في أحاديث الصوت فليراجع ثمت.
الكلام على الساق والنزول والمجئ ووضع القدم (٢) وفي القرآن (يوم يكشف عن ساق) (القلم: 42) بدون ضمير وذلك استعارة عن الشدة كما ذكره الفراء وابن قتيبة وابن الجوزي، وذكر الإسماعيلي في مستخرجه أن رواية حفص بن ميسرة (يكشف ربنا عن ساق) بدون ضمير وروايته بالضمير منكرة. راجع ما كتبناه على دفع الشبه لابن الجوزي، ومن عادة الحشوية حمل المجاز المشهور على الحقيقة باختلاق رواية حول ذلك وإلقائها على ألسنة الرواة. وتصرفات المجسمة هنا من هذا القبيل.
وإني أنقل للقارئ بلية من بلايا المجسمة تفهمه إلى أي حد يصل جنون هؤلاء، وقد رأينا في بعض كتب روافضهم أن فاطمة رضي الله عنها تحمل قميص الحسين عليه السلام في يوم القيامة وتقول لله سبحانه وهو جالس على عرشه كذا ما فعلته الأمة بابني سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكشف الله سبحانه إذ ذاك عن ساقه فإذا هي مربوطة برباط ويقول ماذا أنا فاعل إزاء هذا وهم قد فعلوا بي ما ترونه؟ ويعللون هذا بما فعله نمروذ من توجيهه الرمي إلى السماء ليقتل إله إبراهيم عليه السلام فاهمين أن سهمه أصاب ساق الله فبقيت مربوطة من أثر الجرح في ذلك اليوم. فهل رأى القارئ كفرا أشنع من هذا وأبعد من هيبة الرب سبحانه وتقديره حق قدره وأدل على ذهاب العقول؟ قاتلهم الله.