أما العقل فلا مدخل له في ذلك وأما النقل فقد قال تعالى (إذ نادى ربه نداء خفيا " (1).
ثم قال: (والله موصوف بذاك حقيقة هذا الحديث ومحكم القرآن).
ليس في الحديث ومحكم القرآن أنه حقيقة.
قال: (ورواه عندكم البخاري المجسم بل رواه مجسم فوقاني)، هذا بهت لنا في أن البخاري مجسم عندنا والله ما اعتقدنا فيه ذلك ولا في أحمد الذي عناه بالفوقاني ولكن هذا بهت لنا وإساءة على البخاري ومن فوقه.
ثم قال: (وأذكر حديثا لابن مسعود صريحا إنه ذو أحرف).
هو حديث في الترمذي: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة وقال حسن صحيح ووقفه بعضهم على ابن مسعود، وعلى كل تقدير الحرف في قراءة القارئ، وقد تقدم من هذا الناظم أن الصوت فعل القارئ فلا وجه لاحتجاجه هنا، ولابن مسعود حديث آخر أنه على سبعة أحرف، والمراد نزوله بها ثم قال:
(وانظر إلى السور التي افتتحت بأحرفها لم يأت قط بسورة إلا أتى في أثرها خبر عن القرآن).
هذا منتقض بسورة (كهيعص) والعنكبوت والروم و (ن).
(فصل) قال: (إنه يلزم من نفى صفة الكلام نفى الرسالة (2)).
وهو جهل منه وإن كنا لا ننفي صفة الكلام.