السيف الصقيل رد ابن زفيل - السبكي - الصفحة ١٢٠
وأبو الوليد (ابن رشد الفيلسوف) وأبو العباس (1) الحراني (ابن تيمية) وله اطلاع، لم يكن من قبله لسواه من متكلم ".
ونحن نقطع أيضا بإجماعهم (على التنزيه) أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها؟ أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبت على الرسل؟.

(١) يوجد من يذكره بلقب شيخ الإسلام - وللمبتدعة افتتان بهذا التلقيب لزعمائهم - إيهاما للضعفاء في العلم أن ما يدعو إليه هذا الزائغ هو الإسلام الصحيح ويخاف على من يستمر على تلقيبه به بعد أن عرف مخالفاته لشرع الإسلام ومن ذكره بهذا اللقب من أهل السنة إنما ذكره قبل أن يجاهر ذلك المبتدع ببدعه المعروفة، وأما من استمر على هذا التلقيب من المتأخرين فإنما استمر جهلا ببدعه التي نقلناها من أوثق المصادر أو ظنا من أنه تاب وأناب وحافظ على عهوده وقد توسعنا في بيان ذلك فيما علقناه على ذيول طبقات الحفاظ. على ترجمة العلا، البخاري فليراجع هناك، ولعل في كتبنا ولا سيما في هذا الكتاب ما يقنع المنصف في أمر هذا الزائغ.
ومما قال المصنف في حقه في فتاويه (٢ - ٢١٠) في أثناء رده على فتيا له في الوقف: " وهذا الرجل كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه - كما في هذه المسألة - ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارة واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ولم يكن لنا غرض في ذكره بعد موته لأن تلك أمة قد خلت ولكن له أتباع ينعقون ولا يعون ونحن نتبرم بالكلام معهم ومع أمثالهم ولكن للناس ضرورات إلى الجواب في بعض المسائل كهذه المسألة... " ا ه‍. وهذا مما يزيدك معرفة بالرجل، ومن جملة هذيانات هذا الزائغ قوله في (المحصل) للفخر الرازي:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله أصل بلا دين أصل الضلالات والشك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين هذا رأي الرجل في معتقد أهل السنة ولأهل العلم ردود عليه وكنت قلت في معارضته:
محصل في أصول الدين حصله * من اهتدى فغدا محصن الدين أس الهداية والحق الصراح فمن * يرتاب فيه قفا إثر الشياطين كما قلت فيما سبق في معارضة بعضهم:
إن كان تنزبه الإله تجهما * فالمؤمنون جميعهم جهمي جل الإله عن الحوادث أن * تحل به وعن جهة وعن كم بخلاف زعم زعيمكم سفها فإن * تابعتموه فكلكم تيمي والله سبحانه ولي الهداية.
الرد على الناظم في دعوى الإجماع على الفوقية المكانية
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 112 113 113 120 122 123 124 127 128 ... » »»
الفهرست