شيئا " بوجه الله أو بالله فإن اسم الله أعظم من أن يسأل به متاع الدنيا بل اسألوا به الجنة، أو لا تسألوا الله متاع الدنيا بل رضاه والجنة. والوجه يعبر به عن الذات.
قال المنذري: في إسناده سليمان بن معاذ، قال الدارقطني: سليمان بن معاذ هو سليمان بن قرم. وذكر أبو أحمد بن عدي هذا الحديث في ترجمة سليمان بن قرم وقال هذا الحديث لا أعرفه عن محمد بن المنكدر إلا من رواية سليمان بن قرم وعن سليمان بن يعقوب بن إسحاق الحضرمي وعن يعقوب أحمد بن عمرو العصفري. هذا آخر كلامه.
وهذا الإسناد هو الذي أخرجه أبو داود في سننه. وأحمد بن عمرو العصفري هو أبو العباس القلوري الذي روى عنه أبو داود هذا الحديث وسليمان بن قرم تكلم فيه غير واحد انتهى.
(باب عطية من سأل بالله عز وجل) (من استعاذ) أي من سأل منكم الإعاذة مستغيثا " (بالله فأعيذوه) قال الطيبي: أي من استعاذ بكم وطلب منكم دفع شركم أو شر غيركم قائلا: بالله عليك أن تدفع عني شرك فأجيبوه، وادفعوا عنه الشر تعظيما " لاسم الله تعالى، فالتقدير من استعاذ منكم متوسلا " بالله مستعطفا به، ويحتمل أن يكون الباء صلة استعاذ، أي من استعاذ بالله فلا تتعرضوا له بل أعيذوه، وادفعوا عنه الشر فوضع أعيذوا موضع ادفعوا، ولا تتعرضوا مبالغة (فأعطوه) أي تعظيما " لاسم الله وشفقة على حق الله (ومن دعاكم) أي إلى دعوة (فأجيبوه) أي إن لم يكن مانع شرعي (ومن صنع إليكم معروفا ") أي أحسن إليكم إحسانا " قوليا " أو فعليا " (فكافئوه) من المكافأة أي أحسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم لقوله تعالى (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) (وأحسن كما أحسن الله إليك).
(فإن لم تجدوا ما تكافئوا به) أي بالمال والأصل تكافئون فسقط النون بلا ناصب وجازم إما تخفيفا " أو سهوا " من الناسخين كذا ذكره الطيبي والمعتمد الأول لأن