رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأرقم بن الأرقم ابن القرشي المخزومي، بين ذلك الخطيب والنسائي وكان من المهاجرين الأولين وكنيته أبو عبد الله، وهذا الذي استخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره بمكة في أسفل الصفا حتى كملوا الأربعين رجلا آخرهم عمر بن الخطاب وهي التي تعرف بالخيزران وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه إبراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل هرمز انتهى كلامه.
(بالتمرة العائرة) بالمهملة أي الساقطة لا يعرف مالكها من عار يعير يقال: عار الفرس يعير: إذا أطلق من مربطه مارا " على وجهه.
قال الخطابي: العائرة هي الساقطة على وجه الأرض ولا يعرف من صاحبها ومن هذا قيل قد عار الفرس إذا انفلت عن صاحبه وذهب على وجهه ولم يرتع (أن تكون) أي التمرة (صدقة) من تمر الصدقة وهذا أصل في الورع، وفيه دليل على أن التمر ونحوها من الطعام إذا وجدها الإنسان ملقاة في طريق ونحوها أن له أخذها وأكلها إن شاء وأنها ليست من جملة اللقطة التي حكمها التعريف لها انتهى (وجد تمرة) في الطريق ملقاة (لأكلتها) تعظيما " لنعمة الله تعالى.
والحديث يدل على حرمة الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى جواز أكل ما وجد في الطريق من الطعام القليل الذي لا يطالبه مالكه كما تقدم آنفا " من كلام الخطابي، وعلى أن الأولى بالمتقي أن يجتنب عما فيه تردد. قال المنذري: أخرجه مسلم (رواه هشام) الدستوائي (عن قتادة هكذا) أي كما رواه خالد بن قيس عن قتادة. والفرق بين رواية هشام وخالد ورواية حماد بن سلمة أن حمادا " لم يجعل الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جعله من فهم أنس وأما خالد وهشام فجعلاه مرفوعا " من قول النبي صلى الله عليه وسلم ورواية هشام أخرجها مسلم من طريق معاذ بن هشام عن أبيه.