ممدودة من الإيذان أي أعلمه (ثم يغفي) من الإغفاء أي ينام نوما خفيفا. قالت عائشة (وربما شككت) في نومه صلى الله عليه وسلم (هل أغفا أو لا) قال في النهاية: غفوت غفوة أي نمت نومة خفيفة، ويقال أغفا إغفاء وإغفاءة إذا نام، وقلما يقال غفا انتهى (أسن) بإثبات الهمزة هكذا في بعض نسخ الكتاب وفي بعضها سن بدون الهمزة. قال النووي: هكذا في معظم الأصول لصحيح مسلم سن وفي بعضها أسن وهذا هو المشهور في اللغة. قال المنذري: والحسن هو البصري، والحديث أخرجه النسائي.
(عن عائشة) تقدم هذا الحديث في أول الباب سندا ومتنا ولم يوجد هذا في هذا الموضع إلا في نسخة واحدة مع قول أبي داود. إنما كررت الخ، وكان في آخر الحديث هذه العبارة صح لابن دحيم عن الرملي انتهى. يعني من رواية أحمد بن دحيم عن الرملي، لكن لم ينبه المزي على ذلك، وكذا ليس في المنذري في هذا المحل (لأنهم اضطربوا فيه) أي في هذا الحديث على هشام بن عروة، فروى وهيب وابن نمير عن هشام هكذا أي أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرهن وروى مالك وجماعة عن هشام خلاف ذلك وتقدم بعض بيان ذلك في أول الباب ولذا قال بعض العلماء: إن أحاديث الفصل كما رواه مالك أثبت وأكثر طرقا، إذ هو الذي رواه أكثر الحفاظ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ورواية أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرهن انفرد بها بعض أهل العراق عن هشام وقد أنكرها مالك وقال منذ صار هشام بالعراق أتانا عنه ما لم نعرف. وقال ابن عبد البر: ما حدث به هشام قبل خروجه إلى العراق أصح عند أهل الحديث. قاله الزرقاني في شرح المواهب. وقد أجيب عن كلام مالك وابن عبد البر وفيه بحث طويل إن شئت فارجع إلى الشرح الله أعلم.