إلا هو الحي القيوم) ويحتمل أن يقال فوض أولا أدبا وأجاب ثانيا طلبا فجمع بين الأدب والامتثال كما هو دأب أرباب الكمال (فضرب) أي النبي صلى الله عليه وسلم (في صدري) أي محبة، وتعديته بفي نظير قوله تعالى: (وأصلح لي في ذريتي) أي أوقع الصلاح فيهم حتى يكونوا محلا له (ليهن لك) وفي نسخة ليهنئ بهمزة بعد النون على الأصل فحذف تخفيفا أي ليكن العلم هنيئا لك. قال الطيبي: يقال هنأني الطعام يهنأني ويهنئني وهنأت أي تهنأت به وكل أمر أتاك من غير تعب فهو هنيء وهذا دعاء له بتيسير العلم ورسوخه فيه ويلزمه الأخبار بكونه عالما وهو المقصود، وفيه منقبة عظيمة لأبي المنذر رضي الله عنه كذا ذكره في المرقاة. قال المنذري:
وأخرجه مسلم.
(باب في سورة الصمد) (وكأن الرجل يتقالها) أي يعدها قليلة (إنها لتعدل ثلث القرآن) قال النووي: وفي الرواية الأخرى " إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن " قال القاضي: قال المازري قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات الله تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء، وقيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف. قال المنذري: وأخرجه البخاري والنسائي.
وروي عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان وأخرجه النسائي كذلك وأخرجه البخاري تعليقا.