أبو قدامة واسمه الحارث بن عبيد أيادي بصري لا يحتج بحديثه، وقد صح أن أبا هريرة رضي الله عنه سجد مع النبي صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت وفي اقرأ باسم ربك على ما سيأتي، وأبو هريرة إنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة.
(فلم يسجد فيها) قال في النيل الحديث احتج به من قال أن المفصل لا يشرع فيه سجود لتلاوة وهم المالكية والشافعي في أحد قوليه واحتج به أيضا من خص سورة النجم بعدم لسجود وهو أبو ثور، وأجيب عن ذلك بأن تركه صلى الله عليه وسلم للسجود في هذه الحالة لا يدل على تركه مطلقا لاحتمال أن يكون السبب في الترك إذ ذاك إما لكونه كان بلا وضوء، أو لكون الوقت كان وقت كراهة، أو لكون القارئ لم يسجد، أو كان الترك لبيان الجواز. قال في الفتح. وهذا أرجح الاحتمالات، وبه جزم الشافعي. وقد روى البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس " وروى البزار والدارقطني عن أبي هريرة أنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في سورة النجم وسجدنا معه. قال في الفتح ورجاله ثقات. وروى ابن مردويه بإسناد حسنه الحافظ عن أبي هريرة أنه سجد في خاتمة النجم فسئل عن ذلك فقال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها، وقد تقدم أن أبا هريرة إنما أسلم سنة سبع من الهجرة. قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
(قال أبو داود كان زيد الإمام فلم يسجد فيها) يريد أن القارئ إمام للسامع فيجوز أن زيدا ترك السجود فتركها النبي صلى الله عليه وسلم اتباعا لزيد والله أعلم.
(باب من رأى فيها سجودا) (قرأ سورة النجم فسجد بها) وفي نسخة فسجد فيها أي لما فرغ من قراءتها (وما بقي