والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء فانى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا وان يدفع الله عز وجل مفاتح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله فقال رجل ممن معه لأصحابه ألا تعجبون من محمد يعدنا ان نطوف بالبيت العتيق وان يغنيهم (1) كنوز فارس والروم ونحن ههنا لا يأمن أحدنا ان يذهب إلى الغائط والله لما يعدنا الا غروا وقال آخرون ممن معه ائذن لنا فان بيوتنا عورة، وقال آخرون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وسمى ابن إسحاق القائل الأول معتب بن قشير والقائل الثاني أوس بن قيظي - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه - فذكر هذه القصة مثل قول موسى بن عقبة الا أنه قال في آخرها وقال رجال منهم يخذلون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا (قال الشافعي) ثم غزا بنى المصطلق فشهدها معه منهم عدد فتكلموا بما حكى الله من قولهم (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) وغير ذلك مما حكى الله من نفاقهم - (أخبرنا) أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه (2) لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أخبرت بذلك (3) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال إن الله صدقك وعذرك ونزل (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) الآية - رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال قال عمر وسمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا في غزاة وقال سفيان مرة أخرى كنا في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار (4) فقال دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) فقال قد فعلوها اما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه قال وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله (7) ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة عن ابن عيينة (وروينا) عن ابن إسحاق بالاسناد الذي تقدم ان ذلك كان في غزوة بنى المصطلق وكذلك عن عروة بن الزبير (قال الشافعي) ثم غزا غزوة تبوك فشهدها معه منهم قوم نفروا به ليلة العقبة ليقتلوه فوقاه الله شرهم (قال الشيخ رحمه الله) هو بين في المغازي - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق في قصة تبوك قال فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الثنية نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخذ الثنية وكان معه حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر رضي الله عنهما وكره
(٣٢)