عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) فقد قال السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 117 " وأخرج بن أبي حاتم عن النخال بن سبرة قال: قيل لعلي بن أبي طالب: إن ناسا يزعمون أنك دابة الأرض، فقال " والله إن لدابة الأرض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا زغب، وإن لها لحافر ومالي من حافر، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها ".
* * ويظهر من القصة التالية في صدر الاسلام أن الاعتقاد بالرجعة كان معروفا أنه من عقائد الشيعة، وكان يشنع عليهم به، فقد روى في الفصول المختارة ص 59 61 عن محمد بن أحمد بن أبان النخعي قال: حدثني معاذ بن سعيد الحميري قال " شهد السيد إسماعيل بن محمد الحميري رحمه الله عند سوار القاضي بشهادة، فقال له: ألست إسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ فقال: نعم، فقال له: كيف أقدمت على الشهادة عندي وأنا أعرف عداوتك للسلف؟ فقال السيد: قد أعاذني الله من عداوة أولياء الله وإنما هو شئ لزمني، ثم نهض، فقال له: قم يا رافضي فوالله ما شهدت بحق، فخرج السيد رحمه الله وهو يقول:
أبوك ابن سارق عنز النبي * * * وأنت ابن بنت أبي جحدر ونحن على رغمك الرافضون * لأهل الضلالة والمنكر ثم عمل شعرا وكتبه في رقعة وأمر من ألقاها في الرقاع بين يدي سوار، قال: فأخذ الرقعة سوار فلما وقف عليها خرج إلى أبي جعفر المنصور، وكان قد نزل الجسر الأكبر، ليستعدي على السيد فسبقه السيد إلى المنصور فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:
يا أمين الله يا منصور يا خير الولات * * * إن سوار بن عبد الله من شر القضاة نعثلي جملي لكم غير موات * * * جده سارق عنز فجرة من فجرات والذي كان ينادي من وراء الحجرات * * * يا هنات اخرج إلينا إننا أهل هنات فاكفنيه لا كفاه الله شر الطارقات * * * سن فينا سننا كانت مواريث الطغاة قال: فضحك أبو جعفر المنصور، وقال: نصبتك قاضيا فامدحه كما هجوته، فأنشد السيد رحمه الله يقول:
إني امرؤ من حمير أسرتي * * * بحيث تحوي سروها حمير آليت لا أمدح ذا نائل * * * له سناء وله مفخر إلا من الغر بني هاشم * * * إن لهم عندي بدا تشكر إن لهم عندي يدا شكرها * * * حق وإن أنكرها منكر يا أحمد الخير الذي إنما * * * كان علينا رحمة تنشر حمزة والطيار في جنة * * * فحيث ما شاء دعا جعفر