وخلى بينهم وبين اختيارهم، قال: وسألته عن قول الله عز وجل: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم (١)) قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال عز وجل ﴿بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا﴾ (٢).
قال: وسألته عن الله عز وجل: هل يجبر عباده على المعاصي؟ فقال: بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل يكلف عباده مالا يطيقون؟ فقال: كيف يفعل ذلك؟
وهو يقول: ﴿وما ربك بظلام للعبيد﴾ (3) ثم قال عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم مالا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئا (4).
36 - عن محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار عن أبويهما، عن الحسن ابن علي، عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد في قول الله عز وجل (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان) قال: اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان، الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به، فظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس.
وقالوا: كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره، ملك ما ملك وقد ما قدر فرد الله عز وجل عليهم فقال: (وما كفر سليمان) ولا استعمل السحر الذي نسبوه إلى سليمان وإلى (ما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) وكان بعد نوح عليه السلام قد كثر السحرة، والمموهون، فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبي عليه السلام