فقلت: لا يا مولاي إلا أنى سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا كما ملئت جورا.
فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
وأما (متى) فإخبار عن الوقت، فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك، فقال عليه السلام:
مثله مثل الساعة التي (لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا يأتيكم إلا بغتة (1).
392 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رضي الله عنه - عن أبيه عن جده إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي - رضي الله عنه - على أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو فقال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك فقال عليه السلام: هاتها، فأنشدها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما بلغ إلى قوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام وقال: صدقت يا خزاعي.
فلما بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات جعل أبو الحسن عليه السلام يقلب كفيه وهو يقول: أجل والله منقبضات.