٢٣٥ - عنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أني رجل من أهل الكوفة وأنا وأهلي ندين الله عز وجل بطاعتكم وقد أحببت لقاءك لأسألك عن ديني وأشياء جاء بها عنك قوم بحجج يحتجون به علي فيك، وهم الذين يزعمون أن أباك حي في الدنيا لم يمت ميتتها وما يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ما جاء عن آبائه وأقربائه، وقد نفى التقية عن نفسه فعليه أن يخشى.
ثم إن الصفوان لقاك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سئلوك عنها، فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك، ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم السلام، وقد أحببت لقاءك لتخبرني لأي شئ أجبت صفوان ما أجبته وأجبت أولئك بخلافه، فان في ذلك حياة لي وللناس، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾ (١).
فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قد وصل كتابك إلى وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي، ولما ترجو فيه ويجب عليك أن نشافهك في أشياء جاء بها قوم عنى، فزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ما جاء عن آبائي ولعمري ما يسمع الصم ولا يهدي العمى إلا الله (ومن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن برد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لا يؤمنون. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).
قال أبو جعفر (٢) لو استطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين، ولكن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا، ثم أخذ ميثاق النبيين، وقال أبو جعفر عليه السلام إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن إذا خفنا خاف ومن إذا أمنا أمن فأولئك شيعتنا وقال الله تبارك وتعالى ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ (3) وقال: (وما كان المؤمنين لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا جعوا إليهم