دون لقائه.
فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه فبقي سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه اختلفوا فمنهم من قال: إن سليمان قد بقي متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة ولم يأكل ولم يشرب ولم يتعب ولم ينم إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده وقال قوم أما إن سليمان لساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه ليسحر أعيننا وليس كذلك فقال المؤمنون إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عز وجل في عصاه الأرضة فدبت.
فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخرت سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن الأرضة على صنيعها فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلا وعندها ماء وطين وذلك قول الله عز وجل (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) يعنى عصاه (فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) (1) ثم قال الصادق عليه السلام: ما نزلت هذه الآية هكذا وإنما نزلته (فلما خر تبينت الإنس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (2).
42 - عنه - رحمه الله - قال حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني - رضي الله عنه - قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا عليه ابن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام في قول الله عز وجل (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان) قال: اتبعوا ما تتلوا كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به فظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس وقالوا: كان