ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه بل ينسلخون عن دين الله بذلك (ولقد علموا) هؤلاء المتعلمون (لمن اشتراه) بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه (ماله في الآخرة من خلاق) أي من نصيف في الثواب الجنة، ثم قال عز وجل (ولبئس ما شروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنة، لأن المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون أن لا رسول ولا إله ولا بعث ولا نشور.
فقال (ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الآخرة من خلاق) لأنهم يعتقدون أن لا آخرة فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها، ثم قال: (ولبئس ما شروا به أنفسهم) إذ باعوا الآخرة بالدنيا ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم (لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا عذبهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق (١).
٤٣ - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي قال:
حدثنا منصور بن عبد الله الأصفهاني الصوفي قال: حدثني علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا سليمان (٢) الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في قوله: عز وجل (فتبسم ضاحكا من قولها) وقال: لما قالت النملة ﴿يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾ (3) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان عليه السلام وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال: على بالنملة فلما أتى بها قال سليمان: يا أيها النملة أما علمت أني نبي الله وأني لا أظلم أحدا قالت النملة: