قال السمعاني: الرضا بكسر الراء هذا لقب أبي الحسن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالرضا روى عنه أبو الصلت وغيره، ومات علي بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم (1) من سنة ثلاث ومائتين، وقد سم في ماء الرمان وأسقي: قلت: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب، والخلل في رواياته من رواته. (2) قال الشيخ أبو زكريا الموصلي: وفي سنة ثلاث ومائتين مات علي بن موسى الرضا ولى عهد المأمون في صفر من هذه السنة وصلي عليه المأمون وكانت له قصة فيما ذكروا مات بسببها، ودفنه المأمون عند قبر الرشيد بنواحي طوس. (3) قال أبو الفرج الأصبهاني: واعتل الرضا عليه السلام علته التي مات فيها، وكان قبل ذلك يذكرا بني سهل عند المأمون فيزري عليهما، وينهى المأمون عنهما، ويذكر له مساوئهما، ورآه يوما يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال: يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا، فجعل المأمون يدخل إليه، فلما ثقل المأمون وأظهر أنهما أكلا عنده جميعا طعاما ضادا فمرضا، ولم يزل الرضا عليلا حتى مات.
واختلف في أمر وفاته، وكيف كان سبب السم الذي سقيه، فذكر محمد بن حمزة:
أن منصور بن بشير ذكر من أخيه عبد الله بن بشير، أن المأمون أمره بطول أظفاره، ففعل، ثم أخرج إليه شيئا يشبه التمر الهندي، وقال له: أفركه واعجنه بيديك جميعا ففعل، ثم دخل الرضا فقال له: ما خبرك؟ قال: أرجو أن أكون صالحا، فقال:
هل جاءك أحد من المترفقين اليوم. قال: لا.
فغضب وصاح على غلمانه، وقال له: فخذ ماء الرمان اليوم فإنه مما لا يستغنى