وعلى رأى المفيد أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة وعلى غير قاعدة مرضية فاهتمامه عليه السلام بالوقيعة فيهما حتى أغراهما بتغيير رأى الخليفة عليه فيه ما فيه، ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا توجب أن يكون سببا لقتله و موجبا لركوب هذا الأمر العظيم منه، وقد كان يكفي في هذا الأمر العظيم منه، وقد كان يكفي في هذا الأمر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظه، ثم إنا لا نعرف أن الإبر إذا غرست في العنب صار العنب مسموما ولا يشهد القياس الطبي، والله تعالي أعلم بحال الجميع وإليه المصير وعند الله يجتمع الخصوم.
انتهى كلامه.
ولا يخفى وهنه إذا الوقيعة في ابني سهل لم يكن للدنيا حتى يمنعه عنه الاشتغال بعبادة الله تعالى بل كان ذلك لما وجب عليه من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر و رفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن، فالحق ما اختاره الصدوق والمفيد وغيرهما من أجلة أصحابنا أنه عليه السلام مضى شهيدا بسم المأمون. (1).
قال العطاردي: ذكرنا عن الطبري أنه قال: إن الرضا أكل عنبا فمات؟! أخذ هذا الكلام عنه المؤرخون كالمسعودي وابن الأثير وغيرهما، ولم يقل به أحد قبل الطبري، وهو الذي نقل هذا الافتراء على الإمام الطاهر عليه السلام ولا نعلم كيف خفي الحق على الطبري وهو قريب العهد بعصر الرضا والمأمون وما جرى بينهما؟!