بإعادة الناس إلى البيعة، فقالوا: كيف يستحق البيعة والإمامة وهو لا يعرف عقد البيعة إن من علم أولى بهذا ممن لا يعلم (1).
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى أثابه الله: وفي سنة سبعين وستمأة وصل من مشهده الشريف عليه السلام أحد قوامه ومعه العهد الذي كتبه المأمون بخط يده وبين سطوره وفي ظهره بخط الإمام عليه السلام وما هو مسطور فقبلت مواقع أقلامه، وسرحت طرفي رياض كلامه وعددت الوقوف عليه من منن الله وإنعامه ونقلته حرفا فحرفا وهو بخط لمأمون:
بسم الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده.
أما بعد، فإن الله عز وجل اصطفى الإسلام دينا، واصطفى له من عباده رسلا، دالين عليه وهادين إليه يبشر أولهم بآخرهم، ويصدق تاليهم ماضيهم. حتى انتهت نبوة الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم على فترة من الرسل. ودروس من العلم، وانقطاع من الوحي، واقتراب من الساعة، فختم الله به النبيين، وجعله شاهدا لهم، و مهيمنا عليهم.
وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، بما أحل وحرم ووعد وأوعد، وحذر وأنذر، وأمر به ونهى عنه.
لتكون له الحجة البالغة على خلقه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم، فبلغ عن الله رسالته، ودعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ثم بالجهاد والغلظة حتى قبضه الله إليه واختاره له ما