رأى فضله البارع، وعلمه الناصع وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطية، و الألسن عليه متفقة والكلمة فيه جامعة.
ولما يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناشئا وحدثا ومكتهلا فعقد له بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخبرة الله في ذلك إذ علم الله أنه فعله إيثارا له وللدين، ونظرا للإسلام والمسلمين، وطلبا للسلامة وثبات الحق (الحجة) والنجاة في يوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.
ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه، فبايعوا مسرعين مسرورين، عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ممن هو أشبك منه رحما وأقرب قرابة، وسماه الرضا إذ كان رضا عند أمير المؤمنين فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده وعامة المسلمين لأمير المؤمنين وللرضا من بعد علي بن موسى على اسم الله وبركته، و حسن قضائه لدينه وعباده، بيعة مبسوطة إليها أيديكم منشرحة لها صدوركم.
عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها، وآثر طاعة الله والنظر لنفسه ولكم فيها شاكرين لله علي ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقه في رعايتكم، وحرصه على رشدكم وصلاحكم راجين عايدة ذلك في جمع ألفتكم، وحقن دمائكم ولم شعثكم، وسد ثغوركم، وقوة دينكم ووقم عدوكم، واستقامة أموركم، وسارعوا إلى طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين فإنه الأمن، إن سارعتم إليه وحمدتم الله عليه عرفتم الحظ فيه إنشاء الله، وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين صورة ما كان على ظهر العهد بخط الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه يعلم