الصولي، قال: حدثنا عون بن محمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عباد، قال: قال المأمون يوما للرضا عليه السلام: ندخل بغداد إنشاء الله تعالى فنفعل كذا وكذا فقال عليه السلام له: تدخل أنت بغداد يا أمير المؤمنين، فلما خلوت به، قلت له: إني سمعت شيئا غمني وذكرته له فقال يا حسين وما أنا وبغداد؟! لا أرى بغداد ولا تراني (1).
الكراجكي قال: من أمالي شيخنا المفيد روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسى عليهما السلام فبينا هما يتسايران [سايران] إذ قال له المأمون يا أبا الحسن إني فكرت في شئ فسنح لي الفكر الصواب فيه، فكرت في أمرنا وأمركم ونسبنا ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية.
فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك وإن شئت أمسكت، فقال المأمون لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه، قال الرضا عليه السلام: أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فخرج علينا من وراء أكمة من هذا الآكام فخطب إليك بنتك لكنت مزوجه إياها.
فقال: يا سبحان الله وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الرضا عليه السلام:
أفتراه كان يحل له أن يخطب ابني قال فسكت المأمون هنيئة ثم قال: أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحما (2).
قال ابن شهرآشوب: خرج الفضل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى عليهما السلام وأنه قد ولاه وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في يوم الخميس على أن يأخذوا أرزاق سنة فلما كان ذلك اليوم جلس المأمون والرضا عليه السلام في الخضرة ثم أمر ابنه العباس بن المأمون يبايع له أول الناس.