وسط كان من هذه الأوساط العلمية أن لا يهمل دراسة الحدود والديات عندما ينتهي بدراسته إلى هاتين المادتين الحيويتين لأن فيهما من التشريع السماوي الحكيم ما يزيد المسلم بصيرة في عظمة الاسلام هذا الدين الإلهي العظيم الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأخضعها لقانون من قوانينه القيمة التي عجزت عن مجاراتها قوانين البشر رغم كل العقول المتفتحة التي ساهمت في وضعها لأجل إسعاد هذا العالم فلم تجن منها البشرية حتى اليوم إلا التعاسة والشقاء في كل مكان وفي كل زمان لذلك فإن من الضروري لكل طالب ديني إذا أراد أن يكون حاملا لرسالة الاسلام كاملة غير منقوصة أن يوجه عنايته بعد انتهائه من دراسة الفقه في سائر مواده إلى دراسة هاتين المادتين دراسة واعية وافية وأن لا يتجاوزهما حتى يستوعبهما فهما وعلما فإن التوفر على مثل هذه الدراسة هو بعض ما يلزم الطالب الذي يطلب العلم الديني لأجل الدين وهذه نصيحتي إليه أضعها بين يديه راجيا أن لا يضرب عنها صفحا كما لو كانت كلمة عابرة فإني لم أقصد من هذه النصيحة إلا صلاحه ونجاحه والله تعالى من وراء القصد وهو الموفق والمعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مرتضى آل ياسين