فالبسني الرحمن من فضل منه * لباسا من الاسلام غطى المساويا فعند ذلك خرج أبو جهل من بين صفين وقال: اللهم إن محمدا قطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرفه فأهنه اليوم فقال رسول الله: اللهم لا يغلبنك فرعون هذه الأمة أبو جهل الحكم بن هشام، والتقى عمرو بن الجموح مع أبي جهل فضرب عمرو أبا جهل على فخذه وضرب أبو جهل على يده فأبانها من العضد فتعلقت بجلده فاتكى عمرو على يده برجله فقطعا ورمى بها - يعني بيده المقطوعة.
قال عبد الله بن مسعود: انتهيت إلى أبي جهل وهو يتشحط بدمه فقلت: الحمد لله الذي أخزاك فرفع رأسه: وقال: أخزاك الله لمن الدين ولمن الملك؟ قلت: لله ولرسوله واني قاتلك ووضعت رجلي على عنقه قال لقد ارتقيت مرتقيا صعبا يا رويعي الغنم أما إنه ليس شئ أشد من قتلك إياي في هذا اليوم ليت رجلا من المطلبين قد تولى قتلي أو رجلا من الاحلاف، قال: يا عبد الله إذا حززت رأسي فاحتز من أصل العنق ليرى عظيما مهيبا في أعين محمد قال: فإذا كان كذلك فانا أحزه من فمك ليرى حقيرا قال: فأقلعت بيضة كانت على رأسه فقتلته واخذت رأسه وجئت به إلى رسول الله (ص) فقلت: يا رسول الله هذا رأس أبي جهل بن هشام فسجد شكرا لله تعالى، وقتل منهم حتى بلغوا سبعين، واسر منهم سبعون، واسر أبو بشر الأنصاري العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب، وجاء بهما إلى رسول الله (ص) فسأله النبي (ص) هل أعانك أحد عليهما؟ قال: نعم رجل عليه ثياب بيض فقال رسول الله ذاك الملائكة، ثم قال رسول الله لعمه العباس: افد نفسك وابن أخيك عقيل.
فقال: يا رسول الله قد كنت أسلمت ولكن القوم استكرهوني، فقال رسول الله (ص) الله اعلم باسلامك أن يكن ما تذكر حقا فالله يجزيك عليه، فاما ظاهر أمرك فقد كنت علينا، ثم قال: يا عباس إنكم خاصمتم الله فخصمكم ثم قال: افد نفسك وابن أخيك وقد كان العباس اخذ معه أربعين أوقية من ذهب فغنمها أصحاب رسول الله (ص) فقال يا رسول الله احسبهما من فدائي.
قال (ص): لا ذاك شئ أعطانا الله منك فافد نفسك وابن أخيك، فقال العباس:
ليس لي مال غير الذي ذهب مني قال: بلى المال الذي خلفته عند أم الفضل بمكة وقلت لها: أن حدث علي حدث فاقسموه بينكم، قال: تتركوني وأنا اسئل الناس بكفي.