فؤاده دماء صاحت وجعلت تمسح الدم وتقول: اشتد غضب الله على من ادمى وجه رسول الله (ص) يتناول في يده ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شئ.
قال الصادق (ع): والله لو سقط منه شئ على الأرض لنزل العذاب أقول:
لما كان رحمة للعالمين ما رضي أن ينزل العذاب على أهل الكوفة لما رمي بسهم محدد مسموم في نحر الرضيع كان يأخذ الدم ويرمي به إلى السماء، ولم يسقط من ذلك الدم قطرة، واتت فاطمة بالماء وغسلت وجهه أبيها وكريمته المباركة رأت فاطمة أباها، وقد شج جبينه وأدمى فؤاده وكسرت رباعيته، ولكن سكينة رأت أباها وقد قطع الشمر رأسه.
ثم وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على شهداء أحد وفيهم: حمزة وقال (ص): زملوهم بدمائهم فإنهم يحشرون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دما فاللون لون الدم، والريح ريح المسك وحفروا عن قبورهم في زمن معاوية فوجدوا عندهم رائحة المسك، وذلك إن معاوية اجرى نهرا بأحد لعله يمحو اثر قبور الشهداء وأمر مناديه ينادي في المدينة:
كل من له مقتول فليحضر بأحد، فلما حضروا قتلاهم ونبشوا قبورهم وجدوا قتلاهم كل واحد منهم غضا طريا، وتميل جوارحهم كمل تميل جوارح الاحياء، وبينما هم يحفرون أصابت الآلة رجل أحد من المقتولين فجرى الدم من ساعته، وكلما يحفرون يجدون رائحة المسلك تفوح من قبورهم. ومن الشهداء في أحد عبد الله أبو جابر أمر رسول الله (ص) أصحابه أن يدفنوه يعني عبد الله وعمرو بن الجموح الأعرج في حفرة واحدة ولما كان قبرهما في ممر السيل محى السيل قبرهم وانكشف عنهما ورأوا عبد الله أبا جابر على وجهه جراحة وقد وضع يده عليها لما رفعوا يده عن الجراحة انبعث الدم منها. ولما ردوا يده عليها سكن الدم قال جابر بن عبد الله الأنصاري: وجدت أبي في قبره بعد ستة وأربعين سنة، وما تغيرت عليه شئ وكأنه في نوم قد مد عليه كفنه والقي على رجليه حشيش حرمل غض طري أراد أن يطرح عليه من الطيب شيئا فنهوه الصحابة وقالوا: دعه على حاله ولا تغير عليه فتبين لك إن المقتولين أحياء عند ربهم يرزقون.
ومما يزيد لك برهانا، نقل: إن شاه إسماعيل نبش قبر الحر بن يزيد الرياحي ليأخذ العصابة التي شدها الحسين على رأس الحر ليتبرك به ويستفتح بها في الغزوات