قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب فقال عليه السلام:
انا علي بن أبي طالب * انا الذي سمتني أمي حيدرة ضرغام آجام وليث قسورة فسمع حبر من أحبار اليهود فقال: غلبتم وما انزل على موسى، فدخل على قلوبهم الرعب، ولما أشطر علي (ع) مرحب شطرين وألقاه مجدلا جاء جبرئيل من السماء متعجبا، فقال النبي (ص): مم تعجبت؟ فقال: إن الملائكة في صوامع السماوات تنادي (لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار)، واما اعجابي فإني أمرت إن أدمر قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع مدائن من الأرض السابعة السفلى إلى السماء السابعة العليا حتى سمع حملة العرش صياح ديكهم وبكاء طفلهم، ووقفت بها إلى الصبح انتظر الامر ولم اثقل بها، واليوم لما ضرب علي (ع) ضربته الهاشمية وكبر، أمرت إن اقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الأرض باهلها، فكان فاضل سيف علي (ع) اثقل من مدائن لوط، هذا وإسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء.
ولما قتل مرحب رجع من كان معه واغلقوا باب الحصن عليهم فانتهى علي إلى الحصن وأشرف اليهود من الحصن وهم يرمونه بالنبل والحجارة فغضب علي ثم نزل مغضبا إلى أصل عتبة الباب فتناول باب الحصن وتناول حلقته وقلعها ثم تترس به وجعل يقاتلهم حتى فتح الله تعالى عليه ثم رمى الباب من يده خلفه أربعين ذراعا، ولقد تكلف حمله أربعون رجلا أو سبعون رجلا فما أطاقوه فاهتز الحصن وسقط من كان عليه من النظار، وقال: يا رسول الله إن عليا عظيم عند الله، وانه لما هز الباب اعتز الحصن واهتزت السماوات السبع والأرضون السبع، واهتز عرش الرحمن غضبا لعلي (ع) ثم اخذ باب الحصن وجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبر أصحاب النبي (ص).
كان طول الباب ثمانية عشر ذراعا وعرض الخندق عشرون ذراعا فوضع جانب الباب على طرف الخندق وضبط يده جانبا حتى عبر عليه العسكر وكانوا ثمانية آلاف وسبعمائة رجل ومنهم من كان يتردد، يقول الشاعر:
إن امرءا حمل الرتاج بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيد فرمى به ولقد تكلف رده * سبعون شخصا كلهم متشدد