وجهه وجبهته في أصول شعره وشد عليه ابن أبي مخلف الجمحي بحربة فاخذها رسول الله (ص) وقتله بها، وقاتل رسول الله (ص) يوم أحد قتالا شديدا فرمي بالنبل حتى فني نبله. وفي كشف اليقين جعل أصحاب رسول الله يقاتلون دونه حتى قتل سبعون رجلا، وثبت أمير المؤمنين (ع) يدفع عن النبي (ص) ففتح عينيه فكان قد أغمي عليه فنظر إلى علي (ع) فقال: يا علي ما فعل الناس قال: نقضوا العهد وولوا الدبر فقال:
اكفني هؤلاء الذين قصدوا نحوي فحمل عليهم فكشفهم ثم عاد إليه وقد قصدوه من جهة أخرى فكشفهم فكان الفتح ورجع الناس إلى النبي (ص) بثبات أمير المؤمنين (ع) في بحار الأنوار عن ابن مسعود قال: إن النبي (ص) نودي في هذا اليوم:
ناد عليا مظهر العجائب * تجده عونا لك في النوائب كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي وسمعوا صوتا لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار. وبيان ذو الفقار بفتح الفاء وكسرها اسم سيف كان لرسول الله (ص) نزل به جبرئيل من السماء وكان حلقته فضة. في حديث الرضا (ع) قال: هو عندي، وفيه أقوال تركناها خوفا من الإطالة وسئل الصادق (ع) إلا لم سمي ذو الفقار بذي الفقار؟ قال (ع) لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين (ع) إلا افتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة.
وروي إن بلقيس أهديت لسليمان ستة أسياف وكان ذو الفقار منها فوصل إلى رسول الله فلما سكن القتال يوم أحد جعل المسلمون يتفحص بعضهم عن بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من له علم بسعد بن الربيع فقال رجل: أنا اطلبه فأشار رسول الله (ص) إلى موضع فقال: اطلبه هناك فاني قد رأيته في ذلك الموضع قد شرعت حولي اثني عشر رمحا فقال: فاتيت ذلك الموضع فإذا هو صريع بين القتلى فقلت يا سعد فلم يجيبني فقلت يا سعد: إن رسول الله (ص) قد سئل عنك فرفع رأسه فانتعش كما ينتعش الفرخ ثم قال: إن رسول الله (ص) لحي قلت: إي والله إنه لحي وقد أخبرني إنه رأى حولك اثني عشر رمحا فقال: الحمد لله صدق رسول الله قد طعنت اثني عشر طعنة كلها قد أجافتني أبلغ قومي الأنصار السلام وقل لهم: والله ما لكم عند الله عذر أن تشوك رسول الله (ص) شوكة وفيكم عين تطرف ثم تنفس فخرج منه مثل دم الجزور، وقد كان احتقن في جوفه وقضى نحبه ثم جئت إلى رسول الله (ص) وأخبرته فقال: رحم الله سعدا نصرنا حيا