وروى أنها كانت شديد المحبة بالنسبة إلى الحسين " ع " من صغرها بحيث لا تستقر إلا في حجر الحسين " ع " فحكت فاطمة عليها السلام ذلك إلى رسول الله (ص) فبكى النبي (ص) وأخبر بمصابهما واشتراكهما في ذلك.
وقال بعض الفحول انها كادت ان تقرب من أمها في الفضل والعبادة، وفى الكرامات والصبر على النائبات وبحيث خرقت العبادات ولحقت بالمعجزات وكفى في فضلها ما قال الإمام علي بن الحسين " ع " لها لما خطبت بتلك الخطبة التي عجز عن اداراكها الافهام والوصول إلى معارفها الاعلام.
عمتي اسكتي، ففي الباقي عن الماضي اعتبار وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة ان البكار والحزن لا يردان من اباده الدهر، واما عبادتهما ما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم.
وروى عن زين العابدين " ع " قال رأيتهما تلك الليلة تصلى من جلوس، وكراماتها كثيرة وناهيك لما خطبت بتلك الخطبة فبمجرد ما أومأت للناس ان اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس واما صبرها على النوائب ناهيك منها لما وقفت على جثة أخيها يوم الحادي عشر من المحرم قالت اللهم تقبل منا هذا القليل القربان، ثم وقوفها بين يدي علي بن الحسين " ع " وجعلت تسلى خاطرة وتذكر له حديث أم أيمن وتسكن قلب الامام الخ.
مقدمة في (علل الشرائع) عن الرضا " ع " قوله عز وجل (فتبسم ضاحكا من قولها) قال " ع " لما قالت النملة (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء فوقف وقال علي بالنملة فلما اتى بها، قال سليمان يا أيتها النملة اما علمت انى نبي وأنى لا أظلم أحدا قالت النملة بلى قال سليمان فلم حذرتيهم ظلمي وقلت يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم قالت النملة خشيت ان ينظر إلى زينتك فيفتتنوا بها فيعبدوا غير الله تعالى ذكره، ثم قالت النملة هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة. قال سليمان: مالي بهذا علم قالت النملة: - يعنى عز وجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح