واعتزال الناس، واما من موسى فالخوف والغيبة، واما من عيسى فاختلاف الناس فيه فمنهم من يقول: ما ولد، ومنهم من يقول: مات، ومنهم من يقول قتل وصلب.
واما من أيوب فالفرج بعد البلوى، واما من محمد (ص) فالخروج بالسيف يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء رسوله والجبابرة والطواغيت حتى يرضى الله. قيل له: وكيف يعلم إن الله قد رضى؟ قال: إن الله يلقى في قلبه الرحمة وبينهما هو يقتل يبكى ويقول: ألا يا أهل العالم: ان جدي الحسين قتلوه عطشانا.
مقدمة (عيون المعجزات) عن سلمان الفارسي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وعنده جماعة إذ دنا منه غبار، وبرز شخص ثم قال: يا رسول الله انى وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث من يحكم بيننا، قال (ص) من أنت؟ قال: انا عرفطة رسول الجن إليك، قال له النبي (ص): فاكشف عن وجهك لنا حتى نراك على هيئتك التي انته عليها قال: فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير رأسه طويل، وعيناه في طول رأسه صغير الحدقتين، وله أسنان كأسنان السباع فالتفت النبي (ص) إلى الأول وقال: سر مع أخينا عرفطة واحكم بينهم فاق ل: أين هم؟ قال:
هم تحت الأرض فقال: وكيف أطيق النزول تحت الأرض وكيف احكم بينهم ولا أحسن كلامهم.
ثم التفت (ص) إلى الثاني والى الثالث فقالا مثل ذلك ثم استدعى بعلى بن أبي طالب " ع " وقال: سر مع عرفطة واحكم بين قومه فقام أمير المؤمنين " ع " وتقلد سيفه ولبس درعه ومضى مع عرفطة، قال سلمان: فمضيت معهما حتى صعدا على الصفا وانشق الصفا وهبطا فلما أراد ان ينزل على " ع " بكيت من فراقه فودعني ونزل فرجعت حزينا كئيبا وابطا على " ع " عن موعده فاضطرب رسول الله (ص) اضطرابا شديدا فجلس ثلاثة أيام وجلس وهو ينتظره حتى انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين " ع " وسيفه يقطر دما ومعه عرفطة فقام النبي (ص) وقبل بين عينه وجبينه وقال: ما الذي حبسك عن إلى هذا الوقت؟ فقال " ع ": صرت إلى جن كثير وقد بغوا على عرفطة وقومه