وقد كل امرئ ما كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء قفز بعلم تعيش حيا به أبدا * الناس موتى وأهل العلم احياء وذلك كما أن الجسد إذا منع عنه الطعام والشراب يموت فكذلك القلب إذا منع عنه العلم والحكمة يموت ويهلك ولكن صاحبه لا يشعر بموته لأنه مشغول بالدنيا وحب الدنيا أبطل احساسه بموت قلبه كما أن غلبة الخوف الخوف قد تبطل حواس الانسان ولا يلتفت في حالة خوفه إلى ألم الجراح حتى إذا زال خوفه يظهر له الوجع والألم كذلك إذا مات الانسان وكشف له الغطاء وخط الموت عنه أعباء الدنيا أحسن بهلاكه وموت قلبه، ما فات عنه من شرف العلم فعند ذلك تحسر تحسرا عظيما ولا ينفعه التسحر لأنه ما فات فات ولا يدركه كيف يمكنه الادراك وقد فاته خير عظيم، ولذا قال بعض الحكماء: أي شئ فاته من أدرك العلم فلقد فاتت عنه مرتبة فوق جميع المراتب حتى الشهادة، مع ما ورد في فضل الشهداء بأنهم أفضل أهل الجنان مع هذا القدر.
ورد في الخبر إذا كان يوم القيامة ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء ان يبعثهم الله علماء لما يرون من كراماتهم عند الله وهي كثيرة، منها، ان مداد العلماء يوزن بدماء علماء يرون من كراماتهم على دماء الشهداء، منها: ان درجتهم قريبة من درجة الأنبياء، وأخرى انهم أول من يشفع الناس بعد الأنبياء ولا يدخلون الجنة حتى يشفع كل واحد منهم بعدد ربيعة ومضر، ويناديهم الله في يوم القيامة يا معشر العلماء انى لم أضع على فيكم لأعذبكم اذهبوا أنتم قد غفرت لكم فيقولون: ربنا نحن نذهب وندخل الجنة والناس حيارى فيقول الله تبارك وتعالى: اشفعوا لعبادي حتى تشفعوا فيشفعون الناس ثم يدخلون الجنة بعدهم، ولذا ورد في الخبر: ان العلماء أرأف بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة.
وينبغي ان يكونوا أرأف من الأب والام لان العلماء ورثة الأنبياء فكما ان الأنبياء أرأف واشفق بأمهم من الاباء والأمهات فيقتضى أن يكون ورائهم كذلك، وفى الخبر لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم وهم سرج الأزمنة كل واحد مصباح زمانه يستضئ به أهل عصره. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيها الناس تعلموا العلم فان تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليم من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة، والبحث عنه جهاد، وتعليم من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على الدين