والناصر لنا الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرنا بماله ضمناه أحدا وأومأ فيه إلى ما تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل انشاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
وفى (مجالس المؤمنين) وهذه الأبيات منسوبة إلى صاحب الامر عجل الله فرجه وجدت مكتوبة على قبر الشيخ (رض):
لا صوت الناعي بفقدك انه * يوم على آل الرسول عظيم ان كنت قد غيبت في جدث الثرى * فالعلم والتوحيد فيك مقيم والقائم المهدى يقرأ كلما * تليت عليك من الدروس علوم نعم الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه يفرح ببقاء العلماء وتدريسهم وتعليمهم وترويجهم للأحكام، كما أنه " ع " يحزن بموتهم وارتحالهم وقتلهم وضعفهم لان ضعفهم ضعف الاسلام، وقتلهم سبب لغلبة الأعداء كما تراه، وهذا هو معنى الخبر إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلة لا يسدها شئ، ولذا يبكيه كل شئ وتبكيه السماوات والأرضون أربعين شهرا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين " ع ": يا علي إذا مات مؤمن تبكيه السماوات والأرضون أربعين صباحا، وإذا مات عالم تبكيه السماوات والأرضون أربعين شهرا وإذا مات إمام تبكيان أربعين سنة، وإذا قتلت أنت يا أبا الحسن تبكيانك أربعين سنة لقتلك.
قال ابن عباس: لما قتل أمير المؤمنين " ع " رأينا السماء تمطر دما عبيطا، وما رفع حجر من الأرض منذ ثلاث أيام إلا وخرج من تحته دم عبيط، وظهرت هذه العلامة في قتل الحسين " ع " لأهل بيت المقدس إلى آخره.
هذا آخر ما أوردناه في (الجزء الثاني) من الكتاب، والحمد لله أولا وآخرا ونشكره على أن وفقنا وأعاننا لاتمامه انه رؤوف رحيم