صلى الله عليه وآله - (1) عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم، فوقف هنيئة فما رأى أحدا يقدم إليه فرجع إلى الخيمة (2) فسمع صوت ابنة عمه تبكي، فقال لها: [ها] (3) انا جئتك، فنهضت قائمة على قدميها، وقالت:
مرحبا بالعزيز، الحمد لله الذي أراني وجهك قبل الموت.
فنزل القاسم في (4) الخيمة وقال: يا ابنة العم مالي اصطبار أن أجلس معك، و (عسكر) (5) الكفار يطلبون البراز، فودعها وخرج، وركب جواده، وحماه في حومة الميدان، ثم طلب المبارزة، فجاء إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم وكان [له] (6) أربعة أولاد مقتولين، فضرب القاسم فرسه بسوطه (7) وعاد يقتل الفرسان (ويجدل الشجعان) (8) إلى أن ضعفت قوته فهم القاسم ان يرجع (9) إلى الخيمة وإذا بالأزرق الشامي - لعنه الله - قد قطع الطريق وعارضه فضربه القاسم على أم رأسه فقتله.
وصار القاسم إلى الحسين - عليه السلام -، وقال: يا عماه [العطش، العطش] (10) أدركني بشربة من الماء، فصبره الحسين - عليه السلام - وأعطاه