والحسين [وعلي بن الحسين - صلوات الله عليهم -] (1).
وعلت سني، ودق عظمي، ورق جلدي، وحال سواد شعري وكنت بكثرة نظري إليهم (2) صحيحة البصر والعقل والفهم والسمع.
فلما صرت إلى الرضا علي بن موسى - عليه السلام -، ورأيت شخصه الكريم ضحكت [ضحكا بان شدة تبسمي فأنكر بعض من بحضرته - عليه السلام - ضحكي] (3) وقالوا: قد خرفت يا حبابة ونقص (4) عقلك.
فقال لهم مولاي - عليه السلام -: [ألم] (5) أقول لكم ما خرفت حبابة ولا نقص عقلها، ولكن جدي أمير المؤمنين - عليه السلام - خبرها بأنها عند لقائي إياها تكون ميتتها، وانها [تكون] (6) مع المكرورات من المؤمنات مع المهدي - عليه السلام - من ولدي، فضحكت شوقا إلى ذلك، وسرورا به، وفرحا بقربها منه.
فقال القوم: نستغفر الله يا سيدنا ما علمنا هذا، فقال [لها] (7): يا حبابة، ما الذي قال لك جدي أمير المؤمنين - عليه السلام - إنك ترين مني؟
قالت: قال (لي) (8): والله إنك تريني برهانا عظيما.
فقال لها: يا حبابة، أما ترين بياض شعرك؟