حتى إذا أبصر الاحياء من يمن * بربها آمنوا من بعدما كفروا الحق أبلج والاعلام واضحة * لو آمنت أنفس الشانين أو نظروا جابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان و عبد الله بن العباس وأبو هارون العبدي عن عبد الله بن عثمان، وحمدان بن المعافا عن الرضا عليه السلام، ومحمد بن صدقة عن موسى ابن جعفر عليه السلام، ولقد أنبأني أيضا ابن شيرويه والديلمي باسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قالوا: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في طرقات المدينة إذ جعل خمسة في خمس أمير المؤمنين فوالله ما رأينا خمسين أحسن منهما إذ مررنا على نخل المدينة فصاحت نخلة أختها هذا محمد المصطفى وهذا علي المرتضى فاجتزناهما فصاحت ثانية بثالثة هذا نوح النبي وهذا إبراهيم الخليل فاجتزناهما فصاحت ثالثة برابعة هذا موسى واخوه هارون فاجتزناهما فصاحت رابعة بخامسة هذا محمد سيد النبيين وهذا علي سيد الوصيين فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي سم نخل المدينة صيحانيا فقد صاحت بفضلي وفضلك. وروي انه كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلي، قال ابن حماد فتكلم النخل الذي في وسطه * بفصاحة تتعجب الثقلان من نخلة قالت هناك لأختها * هذان أكرم من مشي هذان هذا ابن عبد الله هذا صنوه * هذا علي العالم الرباني قد صاح هذا النخل بنشر فضلهم * فلأجل ذلك سمي الصيحاني الحارث الأعور قال: خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى العاقول فإذا هو بأصل شجرة وقد وقع عنها لحاها وبقى عودها ثم ضربها بيده ثم قال ارجعي لي بإذن الله خضراء نضرة مثمرة فإذا هي تهتز بأغصانها حملها الكمثرى فقطعنا منه وأكلنا وحملنا معنا فلما كان من الغد غدونا إليها فإذا نحن بها خضراء وإذا فيها الكمثرى ووجه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا إلى اليمن للمصالحة فلما أشرف على اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون مشرعون رماحهم مسنون أسنتهم منتكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فنادى بأعلى صوته: يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئك السلام، فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله وعليك السلام، فاضطربت قوايم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إليه مسرعين فاصلح بينهم، قال الزاهي:
مكلم الشمس ومن ردت له * ببابل والغرب منها قد قبط