مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١٥١
شكا أبو هريرة إلى أمير المؤمنين شوق أولاده فأمره عليه السلام بغض الطرف فلما فتحها كان في المدينة في داره فجلس فيها هنيئة فنظر إلى علي في سطحه وهو يقول:
هلم ننصرف، وغض طرفه فوجد نفسه في الكوفة فاستعجب أبو هريرة فقال أمير المؤمنين: ان آصف أورد تختا من مسافة شهرين بمقدار طرفة عين إلى سليمان وأنا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله.
وروي عن الصادق عن أبيه عليه السلام قال: عرض لعلي بن أبي طالب خصومة فجلس في أصل جدار فقال رجل: يا أمير المؤمنين الجدار يقع، فقال له علي: امض كفى الله حارسا، فقضى بين الرجلين وقام وسقط الجدار.
ووجد عليه السلام مؤمنا لازمه منافق بالدين فقال: اللهم بحق محمد وآله الطاهرين لما قضيت عن عبدك هذا الدين، ثم أمره بتناول حجر ومدر فانقلبت له ذهبا أحمر فقضى دينه وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم. وروى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال : رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها فقلت هذا كان لداود عليه السلام فقال يا خالد بنا لان الحديد لداود فكيف لنا.
صالح بن كيسان وابن رومان رفعاه إلى جابر الأنصاري قال: جاء العباس إلى علي عليه السلام يطالبه بميراث النبي صلى الله عليه وآله فقال له: ما كان لرسول الله شئ يورث إلا بغلته دلدل وسيفه ذو الفقار ودرعه وعمامته السحاب وأنا أربى بك أن تطالب بما ليس لك فقال: لا بد من ذلك وأنا أحق عمه ووارثه دون الناس كلهم، فنهض أمير المؤمنين ومعه الناس حتى دخل المسجد ثم أمر باحضار الدرع والعمامة والسيف والبغلة فأحضر فقال للعباس: يا عم ان أطقت النهوض بشئ منها فجميعه لك فان ميراث الأنبياء لأوصيائهم دون العالم ولأولادهم فإن لم تطق النهوض فلا حق لك فيه، قال: نعم:
فالبسه أمير المؤمنين الدرع بيده والقى عليه العمامة والسيف ثم قال: انهض بالسيف والعمامة يا عم، فلم يطق النهوض فأخذ منه وقال له: انهض بالعمامة فإنها آية من نبينا.
فأراد النهوض فلم يقدر على ذلك وبقى متحيرا ثم قال له: يا عم وهذه البغلة بالباب لي خاصة ولولدي فان أطقت النهوض ركوبها فاركبها، فخرج ومعه عدوي فقال له:
يا عم رسول الله خدعك علي فيما كنت فيه فلا تخدع نفسك في البغلة إذا وضعت رجلك في الركاب فاذكر الله وسم واقرأ (ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا) قال فلما نظرت البغلة إليه مقبلا مع العباس نفرت وصاحت صياحا ما سمعناه منها قط فوقع
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376