مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٨٧
رسول الله وقال لعنت، فقال علي: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أو ما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين، فوثب على واخذ بناصيته وخرطومه وجذبه فأزاله عن موضعه وقال لأقتلنه يا رسول الله، فقال رسول الله: أما علمت يا علي انه قد اجل له إلى يوم الوقت المعلوم، فتركه فوقف إبليس وقال: يا علي دعني أبشرك فما لي عليك ولا على شيعتك سلطان والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن (وشاركهم في الأموال والأولاد)، فقال النبي دعه يا علي فتركه، قال الوراق القمي:
علي أخو الكرات صارع فاعتلى * أبا مرة الغاوي بكف مصدم كتاب إبراهيم روى أبو سارة الشامي باسناده وكتاب ابن فياض روى إسماعيل ابن ابان باسناده كلاهما عن أم سلمة في حديث انه خرج علي ومعه بلال يقفوان اثر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهيا إلى الجبل فانقطع الأثر عنهما فبيناهما كذلك إذ وقع لهما رجل متكئ على عصا له كسا على عاتقه كأنه راع من هذه الرعاة فقال علي عليه السلام:
يا بلال اجلس حتى آتيك بالخبر وتوجه قبل الرجل حتى إذا كان قريبا منه قال يا عبد الله رأيت رسول الله؟ فقال الرجل: وهل لله من رسول! فغضب علي وتناول حجرا ورماه فأصاب بين عينيه فصاح صيحة فإذا الأرض كلها سواد بين خيل ورجل حتى أطافوا به ثم اقبل علي عليه السلام فبينما هو كذلك إذ اقبل طايران من قبل الجبل فأخذ أحدهما يمنة والآخر " يسرة فما زالا يضربانهم بأجنحتهما حتى ذهب ذلك السواد ورجع الطايران حتى اخذا في الجبل فقال لبلال: انطلق حتى نتبع هذين الطايرين، فصعد علي الجبل وبلال فإذا هما برسول الله صلى الله عليه وآله وقد اقبل من خلف الجبل فتبسم في وجه علي فقال: يا علي مالي أراك مذعورا! فقص عليه الخبر فقال: أو تدري ما الطايران؟
قال لا، قال: ذاك جبرئيل وميكائيل عليهما السلام كانا عندي يحدثاني فلما سمعا الصوت عرفا انه إبليس فأتياك يا علي ليعيناك قال الباخرزي:
وكيف يرى إبليس معشار ما أرى * وقد فتحت عينان لي وهو أعور وفي حديث أبي بكر هبة الله العلافي باسناده إلى ابن عباس في خبر طويل: انه اجتمع النبي وعلي وجعفر عند فاطمة عليهم السلام وهي في صلاتها فلما سلمت أبصرت عن يمينها رطب على طبق وعلى يسارها سبعة أرغفة وسبعة طيور مشويات وجام من لبن وطاس من عسل وكأس من شراب الجنة وكوز من ماء معين فسجدت وحمدت وصلت على أبيها وقدمت الرطب فلما فرغوا عن اكله قدمت المائدة فإذا بسائل من
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376