الف من الملائكة فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين فكان إذا حمل علي حمل معه جبرئيل فبصر به إبليس فولى هاربا وقال: أبي أرى ما لا ترون. قال ابن مسعود: والله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليه السلام فخاف ان يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس فهرب فكان أول منهزم وقال (إني أرى ما لا ترون اني أخاف الله في قتاله والله شديد العقاب) لمن حارب أمير المؤمنين.
السمعاني في فضايل الصحابة عن ابن المسيب عن أبي ذر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: يا أبا ذر علي أخي وصهري وعضدي ان الله لا يقبل فريضة إلا بحب علي بن أبي طالب يا أبا ذر لما اسرى بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور على رأسه تاج من نور احدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب وبين يديه لوح ينظر إليه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ويده تبلغ المشق والمغرب فقلت: يا جبرئيل من هذا فما رأيت من ملائكة ربي جل جلاله أعظم خلقا منه؟ قال: هذا عزرائيل ملك الموت ادن فسلم عليه فدنوت منه فقلت: سلام عليك حبيبي ملك الموت، فقال: وعليك السلام يا احمد ما فعل ابن عمك علي بن أبي طالب؟ فقلت: وهل تعرف ابن عمي؟ قال: وكيف لا اعرفه وان الله جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلايق ما خلا روحك وروح علي ابن أبي طالب فان الله يتوفاكما بمشيته.
كتابي الخطيب الخوارزمي وأبي عبد الله النطنزي قال أبو عبيد صاحب سليمان ابن عبد الملك: بلغ عمر بن عبد العزيز ان قوما تنقصوا لعلي بن أبي طالب فصعد المنبر وقال: حدثني غزال بن مالك الغفاري عن أم سلمة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله عندي إذ اتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله ضاحكا فلما سرى عنه قلت: ما أضحكك؟ قال:
اخبرني جبرئيل انه مر بعلي وهو يرعى ذودا له وهو نائم قد ابدى بعض جسده قال فرددت عليه ثوبيه فوجدت برد ايمانه قد وصل إلى قلبي.
امالي أبي جعفر القمي في خبر طويل ان النبي قال يوما: معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات والعزى ليقتلوني وقد كذبوا ورب الكعبة، فأحجم الناس فقال: ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم، فأخبر أمير المؤمنين بذلك فجاء فقال: أنا لهم سرية وحدي، فدرعه وعممه وقلده من نفسه فأركبه فرسه فخرج أمير المؤمنين فمكث ثلاثة لا يصل خبر من السماء ولا من الأرض فأقعدت فاطمة الحسن والحسين على وركيها وهي تقول: أوشك أن يؤتم هذين الغلامين، فأسبل النبي صلى الله عليه وآله