مغروزة فحلها علي فبرأ النبي، ان صح هذا الخبر فلنتأول وإلا فليطرح. ومن ذلك ما دعا له صلى الله عليه وآله في مواضع كثيرة منها يوم الغدير قوله: اللهم وال من والاه، الخبر.
ودعا له يوم خيبر: اللهم قه الحر والبرد، ودعا له يوم المباهلة: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ودعا له لما مرض: اللهم عافه واشفه وغير ذلك، ودعاؤه له بالنصر والولاية لا يجوز إلا لولي الأمر فبانت بذلك إمامته.
وكان عليه السلام يكتب الوحي والعهد وكاتب الملك أخص إليه لأنه قلبه ولسانه ويده، فلذلك أمره النبي صلى الله عليه وآله بجمع القرآن بعده، وكبت له الاسرار، وكتب يوم الحديبية بالاتفاق، وقال أبو رافع: ان عليا كان كاتب النبي إلى من عاهد ووادع وان صحيفة أهل نجران كان من كاتبها، وعهود النبي لا توجد قط إلا بخط علي، ومن ذلك ما رواه أبو رافع ان عليا كانت له من رسول الله ساعة من الليل بعد المتمة لم تكن لاحد غيره.
تاريخ البلاذري: انه كانت لعلي دخلة لم تكن لاحد من الناس. مسند الموصلي عبد الله بن يحيى عن علي عليه السلام: قال كانت لي من رسول الله ساعة من السحر آنيه فيها فكنت إذا أتيت استأذنت فان وجدته يصلي سبح قلت ادخل.
مسند أحمد وسنن ابن ماجة وكتاب أبي بكر بن عياش بأسانيدهم عن عبد الله ابن يحيى الحضرمي عن علي قال: كان لي من رسول الله مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح لي.
وقال عبد المؤمن الأنصاري: سالت أنس بن مالك من كان آثر الناس عند رسول الله؟ قال: ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب إن كان يبعث إليه في جوف الليل يستخلى به حتى يصبح هذا عنده إلى أن فارق الدنيا، قال الحميري:
وكان له من أحمد كل شارق * قيل طلوع الشمس أو حين تنجم إذا ما بدت مثل الصلابة دخلة * يقوم فيأتي بابه فيسلم يقول إذا جاء السلام عليكم * ورحمة ربي انه مترجم فيبلغ بترحيب ويجلس ساعة * ويؤتي بفضل من طعام فيطعم ويدعو بسبطيه حنانا ورقة * فيدنيهما منه قريبا ويكرم يضمهما ضم الحبيب حبيبه * إلى صدره ضما وشما فيلثم