فبشر النبي أصحابه بذلك وأمرهم باستقباله والنبي تقدمهم. فلما رأى علي النبي ترجل عن فرسه فقال النبي اركب فان الله ورسوله عنك راضيان فبكى علي فرحا، فقال النبي: يا علي لولا أني أشفق ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح، الخبر. وقال العوني:
من ذا سواه إذا تشاجرت القنا * وأبى الكماة الكر والاقداما وتصلصلت حلق الحديد وأظهرت * فرسانها التصحاج والاحجاما ورأيت من تحت العجاج لنقعها * فوق المغافر والوجوه قتاما كشف الإله بسيفه وبرأيه * يظمى الجواد ويروى الصمصاما ووزيره جبريل يقحمه الوغى * طوعا وميكال الوغى اقحاما وقال الحميري:
وفي ذات السلاسل من سليم * غداة أتاهم الموت المبين وقد هزموا أبا حفص وعمرا * وصاحبه مرارا فاستطيروا وقد قتلوا من الأنصار رهطا * فحل النذر أو وجبت نذور أذاد الموت مشيحة ضخاما * جحاجحة يسد بها الثغور فصل: فيما ظهر منه عليه السلام في غزوة حنين قوله تعالى: " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " يعني عليا وثمانية من بني هاشم.
ابن قتيبة في المعارف والثعلبي في الكشف: الذين ثبتوا مع النبي يوم حنين بعد هزيمة الناس علي والعباس والفضل ابنه وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ونوفل وربيعة أخواه و عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وأيمن مولى النبي (ص) وكان العباس عن يمينه والفضل عن يساره وأبو سفيان ممسك بسرجه عند نفر بغلته وسايرهم حوله وعلي يضرب بالسيف بين يديه وفيه يقول العباس:
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا