وقال مالك بن عباد الغافقي:
لم يواس النبي غير بني هاشم * عند السيوف يوم حنين هرب الناس غير تسعة رهط * فهم يهتفون للناس أين ثم قاموا مع النبي على الموت * فآبوا زينا لنا غير شين وقال خطيب منبج: وقد ضاقت فجاج الأرض جمعا * عليهم ثم ولوا مدبرينا وليس دون النبي سوى علي، * يقارع دونه المتحاربينا وعباس يصيح بهم أثيبوا * ليثبتهم وهم لا يثبتونا فأومى جبرئيل إلى علي * وقد صار الثرى بالنقع طينا فقال هو الوفي فهل رأيتم * وفيا مثله في العالمينا وقال المرزكي:
ويوم حنين إذ ولوا هزيما * وقد نشرت من الشرك البنود فغادرهم لدى الفلوات صرعى * ولم تغن المغافر والحديد فكم من غادر ألقاه شلوا * عفير الترب يلثمه العبيد هم بخلوا بأنفسهم وولوا * وحيدرة بمهجته يجود فكانت الأنصار خاصة تنصرف إذ كمن أبو جرول على المسلمين وكان على جمل أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل امام هوازن إذا أدرك أحدا طعنه برمحه وإذا فاته الناس دفع لمن وراه وجعل يقتلهم وهو يرتجز:
أنا أبو جرول لا براح * حتى يبيح القوم أو يباح فنهد له أمير المؤمنين عليه السلام فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه فقطره ثم قال:
قد علم القوم لدى الصباح * اني لدى الهيجاء ذو نطاح فانهزموا وعد قتلى علي فكانوا أربعين * وقال عليه السلام:
ألم تر أن الله أبلى رسوله * بلاء عزيزا ذ اقتدار وذا فضل بما انزل الكفار دار مذلة * فذاقوا هوانا من اسار ومن قتل فأمسى رسول الله قد عز نصره،، وكان رسول الله ارسل بالعدل فجاء بفرقان من الله منزل، مبينة آياته لذوي العقل فأنكر أقوام فزاغت قلوبهم * فزادهم الرحمن خبلا إلى خبل