سفيان بن عيينة باسناده عن محمد بن يحيى قال: كان لرجل امرأتان امرأة من الأنصار وامرأة من بني هاشم فطلق الأنصارية ثم مات بعد مدة فذكرت الأنصارية التي طلقها انها في عدتها وقامت عند عثمان البينة بميراثها منه فلم يدر ما يحكم به وردهما إلى علي عليه السلام فقال: تحلف انها لم تحض بعد ان طلقها ثلاث حيض وترثه، فقال عثمان للهاشمية: هذا قضاء ابن عمك، قالت: قد رضيته فلتحلف وترث، فتحرجت الأنصارية من اليمين وتركت الميراث.
وكانت يتيمة عند رجل فتخوفت المرأة ان يتزوجها فدعت بنسوة حتى أمسكنها وأخذت عذرتها بإصبعها فلما قدم زوجها رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة وأقامت البينة من جاراتها فرفع ذلك إلى عثمان أو إلى عمر فجاء بهم إلى علي عليه السلام فسألها البينة فقالت:
جيراني هؤلاء، فأخرج أمير المؤمنين السيف من غمده فطرحه بين يديه ثم دعا امرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها فردها ودعا بإحدى الشهود وجثا؟
على ركبتيه ثم قال: تعرفيني أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت وأعطيتها الأمان وان لم تصدقيني لأمكنن السيف منك، فقالت: الأمان على الصدق. قال فاصدقي. فقالت: لا والله انها رأت جمالا وهيئة فخافت فساد زوجها فسقتها المسكر ودعتنا فأمسكناها فافتضتها بإصبعها، فقال عليه السلام: الله أكبر انا أول من فرق الشهود بعد دانيال النبي، فالزمها حد القاذف وألزمهن جميعا العقر وجعل عقرها أربعمائة درهم وأمر المرأة ان تنتفي من الرجل ويطلقها زوجها وزوجه الجارية وساق عنه عليه السلام، فقال عمر: يا أبا الحسن فحدثنا بحديث دانيال، فحكى عليه السلام ان ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان وكان لهما صديق وكان رجلا صالحا وكان له امرأة جميلة فوجه الملك الرجل إلى موضع فقال الرجل للقاضيين: أوصيكما بامرأتي خيرا، فقالا نعم، فخرج الرجل وكان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت فقالا: لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم لنرجمنك، فقالت: افعلا ما أحببتما، فأتيا الملك فشهدا عنده بأنها بغت فدخل على الملك من ذلك امر عظيم وقال للوزير: مالك في هذا من حيلة؟ فقال: ما عندي في هذا شئ، ثم خرج فإذا هو بغلمان يلعبون وفيهم دانيال فقال دانيال: يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون انا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب ثم قال للصبيان: خذوا هذا فنحوه إلى مكان