مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
وجعل يتخلل الصفوف حتى انتهى إلى علي عليه السلام فوضع مشفره ما بين رأس علي ومنكبه وجعل يحركها بجرانه فقال علي: والله انها لعلامة بيني وبين رسول الله، قال: فجد الناس في ذلك اليوم واشتد قتالهم.
وحدثني أبو العزيز كادش العكبري باسناد أورده: ان رجلا من ناحية اذربيجان كان له إبلا قد استصعبت عليه فجاء إلى أمير المؤمنين فأخبره بذلك وشكا إليه فقال عليه السلام إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي هي فيه وقل اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين اللهم فذلل لي صعوبتها وحرانها واكفني شرها فإنك الكافي المعافى والغالب القاهر، فانصرف الرجل فلما كان من قابل عاد ومعه جملة من أثمانها قد حمله إلى أمير المؤمنين فقال عليه السلام له: انها لما صرت إليها جاءتك لائذة خاضعة ذليلة فأخذت بنواصيها واحدا فواحدا قال: صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت حاضرا معي فتفضل علي بقبول ما جئتك به، فقال: امض راشدا بارك الله لك فيه فبورك للرجل في ماله حتى ضاق عليه رحاب بلده.
وفي حديث عمار لما ارسل النبي عليا إلى مدينة عمان في قتال الجلندي بن كركرة وجرى بينهما حربا عظيما وضربا وجيعا دعا الجلندي بغلام يقال له الكندي وقال له:
ان أنت خرجت إلى صاحب العمامة السوداء والبغلة الشهباء فتأخذه أسيرا أو تطرحه مجدلا عفيرا أزوجك ابنتي التي لم أنعم لأولاد الملوك بزواجها، فركب الكندي الفيل الأبيض وكان مع الجلندي ثلاثون فيلا وحمل بالافيلة والعسكر على أمير المؤمنين فلما نظر الإمام عليه السلام إليه نزل عن بغلته ثم كشف عن رأسه فأشرقت الفلاة طولا وعرضا ثم ركب ودنا من الافيلة وجعل يكلمها بكلام لا يفهمه الآدميون وإذا بتسعة وعشرين فيلا قد دارت رؤسها وحملت على عسكر المشركين وجعلت تضرب فيهم يمينا وشمالا حتى أوصلتهم إلى باب عمان ثم رجعت وهي تتكلم بكلام يسمعه الناس يا علي كلنا نعرف محمدا ونؤمن برب محمد إلا هذا الفيل الأبيض فإنه لا يعرف محمدا ولا آل محمد، فزعق الامام زعقته المعروفة عند الغضب المشهورة فارتعد الفيل ووقف فضربه الامام بذي الفقار ضربة رمى رأسه عن بدنه فوقع الفيل إلى الأرض كالجبل العظيم واخذ الكندي من ظهره فأخبر جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فارتقى على السور فنادى أبا الحسن هبه لي فهو أسيرك فأطلق علي سبيل الكندي فقال: يا أبا الحسن ما حملك على اطلاقي؟ قال:
ويلك مد نظرك، فمد عينيه فكشف الله عن بصره فنظر النبي على سور المدينة وصحابته
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376