لأنهم يقولون مرادها بالبيت ما في ترك ورده عار ويظنون انه متى لم يحمل على ذلك لم يكن له فائدة ولا فيه مدح ويجرونه مجرى قول المرقش ليس على طول الحياة ندم * ومن وراء المرء ما يعلم (1) وليس الأمر كما ظنوه لأنه يحتمل أن يريد انه لاعار في ورده على ظاهر الكلام والفائدة فيه ظاهرة لان البيت وان تضمن ذكر ورود الماء فهو كناية عن ركوب الأمور العظيمة الصعاب التي من جملتها إيراد الماء غلبة وقهرا فكأنها قالت انك تورد ماء قد تناذره الناس وتركب أمرا صعبا قد نكل عنه الخلق ولك بذلك حظ الشجاعة والبسالة ومع ذلك فلا عار عليك في ركوبه لأنه ربما فعل الانسان فعلا يجوز به أكثر الحظ من الشجاعة وان لحقه بعض العار من قطيعة رحم أو نكث عهد أو ما جرى ذلك المجرى
(١٦٤)