الأمالي - السيد المرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٦٤
لأنهم يقولون مرادها بالبيت ما في ترك ورده عار ويظنون انه متى لم يحمل على ذلك لم يكن له فائدة ولا فيه مدح ويجرونه مجرى قول المرقش ليس على طول الحياة ندم * ومن وراء المرء ما يعلم (1) وليس الأمر كما ظنوه لأنه يحتمل أن يريد انه لاعار في ورده على ظاهر الكلام والفائدة فيه ظاهرة لان البيت وان تضمن ذكر ورود الماء فهو كناية عن ركوب الأمور العظيمة الصعاب التي من جملتها إيراد الماء غلبة وقهرا فكأنها قالت انك تورد ماء قد تناذره الناس وتركب أمرا صعبا قد نكل عنه الخلق ولك بذلك حظ الشجاعة والبسالة ومع ذلك فلا عار عليك في ركوبه لأنه ربما فعل الانسان فعلا يجوز به أكثر الحظ من الشجاعة وان لحقه بعض العار من قطيعة رحم أو نكث عهد أو ما جرى ذلك المجرى

(1) قوله - ليس على طول الحياة - الخ. قال الأصمعي أراد ليس على فوت طول الحياة ندم. وقوله - ومن وراء الرء ما يعلم - يقول من عمل شيئا وجده ووراء هنا امام من الأضداد قال الله جل ذكره (ومن ورائه عذاب غليظ) وقال الشاعر أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي * وقومي تميم والفلاة ورائيا أي امامي. قال أبو عبيدة ومنه قول الله عز وجل (وكان وراءهم ملك) أي امامهم هذا قول أبي عكرمة. وقال غيره ومن وراء المرء ما يعلم أي الهرم والكبر والضعف وكثرة العلل. و البيت للمرقش الأكبر واسمه عوف بن سعد وهو عم الأصغر والأصغر عم طرفة بن العبد وهو من قصيدة مطلعها هل بالديار أن تجيب صمم * لو كان رسم ناطقا كلم الدار قفر والرسوم كما * رقش في ظهر الأديم قلم ديار أسماء التي تبلت * قلبي فعينى ماؤها يسجم أضحت خلاء نبتها ثئد * نور فيها زهوها فاعتم بل هل شجتك الظعن باكرة * كأنهن النخل من ملهم النشر مسلك والوجوه دنا * نير وأطراف البنان عنم
(١٦٤)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (المجلس الواحد والأربعون) تأويل قوله تعالى فأين يذهبون ان هو الا ذكر للعالمين الآية 2
2 رد قوله المعتزلة في مسئلة ارادته تعالى القبائح 3
3 عود إلى ذكر بعض محاسن شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 4
4 مفاكهة أدبية 8
5 (المجلس الثاني والأربعون الثالث) تأويل قوله تعالى: أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية 14
6 تأويل قوله تعالى: ما كانوا يستطيعون السمع الآية 14
7 استرواح بذكر شئ من شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 16
8 (المجلس الثالث والأربعون) تأويل قوله تأويل: ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك الآية 25
9 عود إلى ذكر طرف من شعر مروان بن أبي حفصة أيضا 26
10 (المجلس الرابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: نحن أعلم ما يستمعون به الآية 35
11 تأويل قوله تعالى: ان تتبعون الا رجلا مسحورا 36
12 استرواح بذكر بعض من المحاسن الشعرية 38
13 (المجلس الخامس والأربعون) تأويل قوله تعالى: كل شئ هالك الا وجهه الآية 41
14 تأويل قوله تعالى: انما نطعمكم لوجه الله الآية ونحوها 50
15 استرواح بذكر حكاية أدبية لمحمد بن يحيى الصولي وشئ من كلام البحتري 50
16 مفاكهة المكتفى بالله مع الصولي في محاسن الشيب ومدحه 52
17 واقعة امرئ القيس مع قيصر الروم 53
18 (المجلس السادس والأربعون) تأويل قوله تعالى: وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب الآية 59
19 عود إلى ذكر الشيب وما تقوله العرب في ذمه 61
20 قصة البيدق مع الرشيد 63
21 قصة العتابي معه أيضا 63
22 (المجلس السابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الآية 70
23 عود إلى ذم الشيب والتألم من فقد الشباب 72
24 رد على الآمدي في انتقاده كلام البحتري 77
25 ذكر بعض مبتكرات من شعر ابن الرومي 79
26 (المجلس الثامن والأربعون) تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ الآية 80
27 تأويل خبر لا تناجشوا ولا تدابروا الحديث 82
28 ذكر ما ورد في اللغة العربية من معاني العرض 84
29 استرواح بذكر شئ من شعر قطري بن الفجاءة 88
30 (المجلس التاسع والأربعون) تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية 91
31 تأويل خبر لعن الله السارق يسرق البيضة الحديث 93
32 ذكر معاني البيضة في كلام العرب والاستشهاد عليها 95
33 استرواح بذكر حكاية لطيفة للأصمعي مع الرشيد 99
34 (المجلس الخمسون) تأويل قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور 100
35 منادمة الشعبي والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان 101
36 استطراد لذكر مرية أعشي باهلة وبلاغتها 105
37 ذكر بعض كلام للأخطل في امتداحه لمعاوية 113
38 (المجلس الواحد والخمسون) تأويل قوله تعالى: ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية 114
39 استرواح بذكر قول الراعي في وصف الأثافي والرماد 116
40 (المجلس الثاني والخمسون) تأويل قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية 125
41 استرواح بذكر بعض كلام المتنبي وغيره 128
42 ذكر طرف من محاسن شعر عمارة بن عقيل وغيره 131
43 (المجلس الثالث والخمسون) تأويل قوله تعالى: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية 134
44 شواهد إضافة المصدر إلى فاعله ومفعوو 135
45 تأويل خبر لا يموت لمؤمن ثلاث من الأولاد الحديث 138
46 تشبيه العرب قلة مكث الشئ بتحلة اليمين والاستشهاد عليه بكلامهم 138
47 (المجلس الرابع والخمسون) تأويل قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك الآية 142
48 استرواح بذكر ما يختار من شعر الأحوص الأنصاري 149
49 (المجلس الخامس والخمسون) تأويل قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها الآية 155
50 تلخيص الجواب في هذا الموضوع 156
51 اشكال غريب في الآية المذكورة والجواب عنه 161
52 استرواح بذكر شئ من محاسن شعر حسان وغيره 162
53 (المجلس السادس والخمسون) تأويل قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية 165
54 استطراد لذكر ما خوطب به صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته 165