لأنه أراد فلا تدفنوني بل دعوني تأكلني التي يقال لها خامري أم عامر وهي الضبع . وقال أوس بن حجر حتى إذا الكلاب قال لها * كاليوم مطلوب ولا طلبا أراد لم أراك اليوم فحذف. وقال أبو داود الأيادي إن من شيمتي لبذل تلادى * دون عرضى فإن رضيت فكوني أراد فكوني معي على ما أنا عليه وإن سخطت فبيني فحذف هذا كله.. والآخر إذا قيل سيروا إن ليلى لعلنا * جرى دون ليلى مائل القرن أعضب أراد لعلها قربت وهذا يتسع وهو أكثر من أن يحيط به قول. والحذف غير الاختصار وقوم يظنون أنهما واحد وليس كذلك لان الحذف يتعلق بالألفاظ وهو أن يأتي بلفظ يقتضى غيره ويتعلق به ولا يستقل بنفسه ويكون في الموجود دلالة على المحذوف فتقتصر عليه طلبا للاختصار والاختصار يرجع إلى المعاني وهو أن يأتي بلفظ مفيد لمعان كثيرة لو عبر عنها بغيره لاحتيج إلى أكثر من ذلك اللفظ فلا حذف الا وهو اختصار وليس كل اختصار حذفا. فمثال الحذف قوله - ولكن خامري أم عامر - ونظائره مما أنشدناه لان القول غير مستغن بنفسه بل يقتضى كلاما آخر غير أنه لما كان فيه دلالة على ما حذف حسن استعماله. ومثال الاختصار الذي ليس بحذف قول الشاعر أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل (1)
(١٥٩)