الأمالي - السيد المرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٥٩
لأنه أراد فلا تدفنوني بل دعوني تأكلني التي يقال لها خامري أم عامر وهي الضبع . وقال أوس بن حجر حتى إذا الكلاب قال لها * كاليوم مطلوب ولا طلبا أراد لم أراك اليوم فحذف. وقال أبو داود الأيادي إن من شيمتي لبذل تلادى * دون عرضى فإن رضيت فكوني أراد فكوني معي على ما أنا عليه وإن سخطت فبيني فحذف هذا كله.. والآخر إذا قيل سيروا إن ليلى لعلنا * جرى دون ليلى مائل القرن أعضب أراد لعلها قربت وهذا يتسع وهو أكثر من أن يحيط به قول. والحذف غير الاختصار وقوم يظنون أنهما واحد وليس كذلك لان الحذف يتعلق بالألفاظ وهو أن يأتي بلفظ يقتضى غيره ويتعلق به ولا يستقل بنفسه ويكون في الموجود دلالة على المحذوف فتقتصر عليه طلبا للاختصار والاختصار يرجع إلى المعاني وهو أن يأتي بلفظ مفيد لمعان كثيرة لو عبر عنها بغيره لاحتيج إلى أكثر من ذلك اللفظ فلا حذف الا وهو اختصار وليس كل اختصار حذفا. فمثال الحذف قوله - ولكن خامري أم عامر - ونظائره مما أنشدناه لان القول غير مستغن بنفسه بل يقتضى كلاما آخر غير أنه لما كان فيه دلالة على ما حذف حسن استعماله. ومثال الاختصار الذي ليس بحذف قول الشاعر أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل (1)

(1) قوله - قبر ابن مارية - الخ. قال أبو عبيدة هي مارية بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة وقال ابن الكلبي مثل قول أبى عبيدة ثم قال وقالت كندة جمعاء هي مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة وقال القعنبي بنت ظالم ابن وهب بن الحارث وقال ابن السكيت هي مارية بنت أرقم بن ثعلبة. والبيت من قصيدة حسان رضي الله عنه المشهورة التي مدح بها آل جفنة ومطلعها أسألت رسم الدار أم لم تسأل * بين الجوابي فالبضيع فحومل ومنها لله در عصابة نادمتهم * يوما يجلق في الزمان الأول ومنها يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل يسقون من ورد البريص عليهم * بردى يصفق بالرحيق السلسل بيض الوجوه كريمة أحسابهم * شم الأنوف من الطراز الأول ومنها ولقد شربت الخمر في حانوتها * صهباء صافية كطعم الفلفل يسعي على بكأسها متنطف * فيعلنى منها ولو لم أنهل إن التي ناولتني فرددتها * قتلت قتلت فهاتها لم تقتل كلتاهما حلب العصير فعاطنى * بزجاجة أرخاهما للمفصل
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (المجلس الواحد والأربعون) تأويل قوله تعالى فأين يذهبون ان هو الا ذكر للعالمين الآية 2
2 رد قوله المعتزلة في مسئلة ارادته تعالى القبائح 3
3 عود إلى ذكر بعض محاسن شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 4
4 مفاكهة أدبية 8
5 (المجلس الثاني والأربعون الثالث) تأويل قوله تعالى: أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية 14
6 تأويل قوله تعالى: ما كانوا يستطيعون السمع الآية 14
7 استرواح بذكر شئ من شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 16
8 (المجلس الثالث والأربعون) تأويل قوله تأويل: ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك الآية 25
9 عود إلى ذكر طرف من شعر مروان بن أبي حفصة أيضا 26
10 (المجلس الرابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: نحن أعلم ما يستمعون به الآية 35
11 تأويل قوله تعالى: ان تتبعون الا رجلا مسحورا 36
12 استرواح بذكر بعض من المحاسن الشعرية 38
13 (المجلس الخامس والأربعون) تأويل قوله تعالى: كل شئ هالك الا وجهه الآية 41
14 تأويل قوله تعالى: انما نطعمكم لوجه الله الآية ونحوها 50
15 استرواح بذكر حكاية أدبية لمحمد بن يحيى الصولي وشئ من كلام البحتري 50
16 مفاكهة المكتفى بالله مع الصولي في محاسن الشيب ومدحه 52
17 واقعة امرئ القيس مع قيصر الروم 53
18 (المجلس السادس والأربعون) تأويل قوله تعالى: وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب الآية 59
19 عود إلى ذكر الشيب وما تقوله العرب في ذمه 61
20 قصة البيدق مع الرشيد 63
21 قصة العتابي معه أيضا 63
22 (المجلس السابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الآية 70
23 عود إلى ذم الشيب والتألم من فقد الشباب 72
24 رد على الآمدي في انتقاده كلام البحتري 77
25 ذكر بعض مبتكرات من شعر ابن الرومي 79
26 (المجلس الثامن والأربعون) تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ الآية 80
27 تأويل خبر لا تناجشوا ولا تدابروا الحديث 82
28 ذكر ما ورد في اللغة العربية من معاني العرض 84
29 استرواح بذكر شئ من شعر قطري بن الفجاءة 88
30 (المجلس التاسع والأربعون) تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية 91
31 تأويل خبر لعن الله السارق يسرق البيضة الحديث 93
32 ذكر معاني البيضة في كلام العرب والاستشهاد عليها 95
33 استرواح بذكر حكاية لطيفة للأصمعي مع الرشيد 99
34 (المجلس الخمسون) تأويل قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور 100
35 منادمة الشعبي والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان 101
36 استطراد لذكر مرية أعشي باهلة وبلاغتها 105
37 ذكر بعض كلام للأخطل في امتداحه لمعاوية 113
38 (المجلس الواحد والخمسون) تأويل قوله تعالى: ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية 114
39 استرواح بذكر قول الراعي في وصف الأثافي والرماد 116
40 (المجلس الثاني والخمسون) تأويل قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية 125
41 استرواح بذكر بعض كلام المتنبي وغيره 128
42 ذكر طرف من محاسن شعر عمارة بن عقيل وغيره 131
43 (المجلس الثالث والخمسون) تأويل قوله تعالى: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية 134
44 شواهد إضافة المصدر إلى فاعله ومفعوو 135
45 تأويل خبر لا يموت لمؤمن ثلاث من الأولاد الحديث 138
46 تشبيه العرب قلة مكث الشئ بتحلة اليمين والاستشهاد عليه بكلامهم 138
47 (المجلس الرابع والخمسون) تأويل قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك الآية 142
48 استرواح بذكر ما يختار من شعر الأحوص الأنصاري 149
49 (المجلس الخامس والخمسون) تأويل قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها الآية 155
50 تلخيص الجواب في هذا الموضوع 156
51 اشكال غريب في الآية المذكورة والجواب عنه 161
52 استرواح بذكر شئ من محاسن شعر حسان وغيره 162
53 (المجلس السادس والخمسون) تأويل قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية 165
54 استطراد لذكر ما خوطب به صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته 165