الأصمعي قال أنشد رجل وأنا حاضر بشارا قول الشاعر وقد جعل الأعداء ينتقصوننا * وتطمع فينا ألسن وعيون ألا إنما ليلي عصي خيز رانة * إذا غمزوها بالأكف تلين فقال بشار والله لو جعلها عصى مخ أو زبد لما كان إلا مخطئا مع ذكر العصى ألا قال كما قلت وحوراء المدامع من معد * كأن حديثها قطع الجمان إذا قامت لسبحتها تثنت * كأن قوامها من خيزران ينسيك المني نظر إليها * ويصرف وجهها وجه الزمان .. وأخبرنا المرزباني قال حدثنا علي بن أبي عبد الله الفارسي قال حدثني أبي عن عمر بن شبة قال قال لي أبو عبيدة رحل بشار إلى الشام فمدح سليمان بن هشام بن عبد الملك وكان مقيما بحران فقال فيه قصيدة طويلة أولها نأتك على طول التجاور زينب * وما علمت أن النوى سوف يشعب وكان سليمان بخيلا فأعطاه خمسة آلاف درهم ولم يصب غيرها بعد ان طال مقامه فقال إن أمس منشنج اليدين عن الندى * وعن العدو محبس الشيطان فلقد أروح علي اللئام مسلطا * ثلج المقام منعم الندمان في ظل عيش عشيرة محمودة * تندى يدي ويخاف فرط لساني أزمان سربال الشباب مذيل * وإذ الأمير علي من حران رئم بأحوية العراق إذا بدا * برقت عليه أكلة المرجان فاكحل بعبدة مقلتيك من القذى * وبوشك رؤيتها من الهملان
(١٥٠)