فلقرب من تهوى وأنت متيم * اشفى لدائك من بنى مروان فلما رجع إلى العراق بره ابن هبيرة ووصله وكان ابن هبيرة يقدمه ويؤثره لمدحه قيسا وافتخاره بها فلما جاءت دولة أهل خراسان عظم شأنه.. وأخبرنا المرزباني قال حدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال حدثنا أحمد بن يحيى النحوي قال قال الأصمعي ما وصف أحد الثغر إلا احتاج إلى قول بشر بن أبي خازم يفلجن الشفاه عن اقحوان * جلاه غب سارية قطار ولا وصف أحد اللون بأحسن من قول عمر بن أبي ربيعة وهي مكنونة تحير منها * في أديم الخدين ماء الشباب شف عنها محقق جندبي * فهي كالشمس من خلال السحاب ولا وصف أحد عيني امرأة إلا احتاج إلى قول ابن الرقاع لولا الحياء وأن رأسي قد بدا * فيه المشيب لزرت أم القاسم فكأنها وسط النساء أعارها * عينيه أحور من جآذر جاسم وسنان اقصده النعاس فرنقت * في عينه سنه وليس بنائم ولا وصف أحد نجيبا إلا احتاج إلى قول حميد بن ثور محلى بأطواق عتاق يبينها * على الضر راعى الضأن لو يتقوف ولا وصف أحد ظليما إلا احتاج إلى قول علقمة بن عبدة هيق كأن جناحيه وجؤجؤه * بيت أطافت به خرقاء مهجوم ولا اعتذر أحد إلا احتاج إلى قول النابغة فإنك كالليل الذي هو مدركي * وإن خلت أن المنتأى عنك واسع [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه.. أما قول حميد - محلى بأطواق عتاق - فإنه يريد أن عليه نجار الكرم والعتق فصارت دلالتهما وسماتهما حلية من حيث كان موسوما
(١٥١)