قيل إنه لا صحبة لي فاجعلني ثاني اثنين فليس صاحبهم إلا من تعرف وكان في الخلاف عليهم كالنجم فأبى عليه السلام.. وروى محمد بن يزيد النحوي ان أبا الأسود كان شيعيا وكانوا يرمونه بالليل فإذا أصبح شكا ذلك فشكاهم مرة فقالوا ما نحن نرميك ولكن الله يرميك فقال كذبتم لو كان الله يرميني ما أخطأني.. وقال لهم يوما يا بني قشير ما في العرب أحب إلي طول بقاء منكم قالوا ولم ذاك قال لأنكم إذا ركبتم أمرا علمت أنه غي فاجتنبه وإذا اجتنبتم أمرا علمت أنه رشد فاتبعته فنازعوه الكلام فأنشأ يقول يقول الأرذلون بنو قشير * طوال الدهر لا تنسى عليا أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا أحبهم لحب الله حتى * أجئ إذا بعثت على هويا فإن يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا فقالوا له أشككت يا أبا الأسود فقال ألم تسمعوا الله تعالى يقول (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) أفترون الله شك.. أما قوله - هويا - فإنه لغة هذيل يقولون ذلك في كل مقصور (1) مثل التقى والهوى والعصى.. قال أبو ذؤيب الهذلي سبقوا هوي وأعنقوا لسبيلهم * فتخرموا ولكل جنب مصرع .. وروى أن أبا الأسود دخل على معاوية فقال له أصبحت جميلا يا أبا الأسود فلو علقت تميمة تدفع العين عنك فقال أبو الأسود
(٢١٣)