صدر فلان يوغر وغرا إذا التهب من غيض أو حقد.. وقال أصحاب الأنساب عاش المستوغر ثلاثمائة سنة وعشرين وأدرك الاسلام أو كاد يدرك أوله.. وقال ابن سلام كان المستوغر قديما وبقي بقاء طويلا حتى قال ولقد سئمت من الحياة وطولها * وعمرت من عدد السنين مئينا مائة أتت من عبدها مائتان لي * وازددت من عدد الشهور سنينا هل قد بقي إلا كما قد فاتنا * يوم يكر وليلة تحدونا وهو القائل إذا ما المرء صم فلم يكلم * وأودى سمعه إلا ندايا ولاعب بالعشي بني بنيه * كفعل الهر يحترش العظايا يلاعبهم وودوا لو سقوه * من الذيفان مترعة ملايا فلا ذاق النعيم ولا شرابا * ولا يسقي من المرض الشفايا أراد بقوله - فلم يكلم - أي لم يسمع ما يكلم به فاختصر ويجوز أن يريد أنه لم يكلم الناس من استماعه وأعرض عن خطابه لذلك.. وقوله - وأودى سمعه إلا ندايا - أراد أن سمعه هلك إلا أنه يسمع الصوت العالي الذي ينادي به.. وقوله - ولاعب بالعشي بني بنيه - لأنه مبالغة في وصفه بالهرم والخرف وانه قد تناها إلى ملاعبة الصبيان وأنسهم به ويشبه أن يكون خص العشي بذلك لأنه وقت رواح الصبيان إلى بيوتهم واستقرارهم فيها .. وقوله - يحترش العظايا - أي يصيدها والاحتراش أن يقصد الرجل إلى جحر الضب فيضربه بكفه ليحسبه الضب أفعي فيخرج إليه فيأخذه يقال حرشت الضب وأحترشته ومن أمثالهم هذا أجل من الحرش يضرب عند الأمر يستعظم ويتكلم بذلك على لسان الضب.. قال ابن دريد قال الضب لابنه اتق الحرش قال وما الحرش قال إذا سمعت حركة بباب الجحر فلا تخرج فسمع يوما وقع المحفار فقال يا أبة هذا الحرش فقال هذا أجل من الحرش فجعل مثلا للرجل إذا سمع الشئ الذي هو أشد مما كان يتوقعه
(١٧٠)