قولهم فلان لا يرجي خيره ليس يريدون أن فيه خيرا لا يرجي وإنما غرضهم انه لا خير عنده على وجه من الوجوه.. ومثله قلما رأيت مثل هذا الرجل وإنما يريدون ان مثله لم ير قليلا ولا كثيرا.. وقال أمرؤ القيس على لا حب لا يهتدي بمناره * إذا سافه العود الديافي (1) جرجرا يصف طريقا.. وأراد بقوله لا يهتدي بمناره انه لا منار له فيهتدي به - والعود - المسن من الإبل - والديافي - منسوب إلى دياف وهي قرية بالشام معروفة - وسافه - شمه وعرفه.. - والجرجرة - مثل الهدير.. وإنما أرادان العود إذا شمه عرفه فاستبعده.. وذكر ما يلحقه فيه من المشقة فجرجر لذلك.. وقال ابن أحمر لا يفزع الأرنب أهوالها * ولا ترى الضب بها يجحر أراد ليست بها أهوال فيفزع الأرنب.. وقال النابغة يحفه جانبا نيق وتتبعه * مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد أراد ليس بها رمد فتكتحل له.. وقال امرؤ القيس أيضا وصم حوام ما يقيم من الوجى * كأن مكان الردف منه على رال يصف حوافر فرسه.. وقوله - ما يقين من الوحي - يريد الحفا ويقين أي يتوقين يقال وقي الفرس هاب المشي فأراد انه لا وجي بحوافره فيتهيبن الأرض من أجله - والرال - فرخ النعام وشبه إشراف عجزه بعجز الرال.. وقال الآخر لا يغمز الساق من أين ولا وصب * ولا يعض على شرسوفه الصفر (2)
(١٦٥)