وهو القائل ليت شعري والدهر ذو حدثان * أي حين منيتي تلقاني أسبات على الفراش خفات * أم بكفي مفجع حران وقال حين مضت له مائتا سنة من عمره لقد عمرت حتى ما أبالي * أحتفي في صباحي أم مساء وحق لمن أتت مائتان عاما * عليه أن يمل من الثواء قوله - معزبتي - يعني امرأته يقال معزبة الرجل وحليلته وزوجته كل ذلك امرأته.. وقوله - أمينا على سر النساء - السر خلاف العلانية والسر أيضا النكاح قال الحطيئة ويحرم سر جارتهم عليهم * ويأكل جارهم أنف القصاع (1) وقال أمرؤ القيس ألا زعمت بسباسة اليوم أنني * كبرت وألا يحسن السر أمثالي وكلام زهير يحتمل الوجهين جميعا لأنه إذا كبر وهرم تتهيبه النساء أن تتحدث بحضرته بأسرارهن تهاونا به أو تعويلا على ثقل سمعه وكذلك هرمه وكبره يوجبان كونه أمينا على نكاح النساء لعجزه عنه.. وقوله - حداج موطأ - الحداج مركب من مراكب النساء والجمع أحداج وحدوج - والظعن - والأظعان الهوادج والظعينة المرأة في الهودج ولا تكون ظعينة حتى تكون في هودج والجمع ظعائن وإنما خبر عن هرمه وأن موته خير من كونه مع الظعن في جملة النساء.. وقوله - زنادكم وريه - الزناد جميع زند وزندة وهما عودان يقدح بهما النار ففي أحدهما فروض وهي تغث فالتي فيها الفروض هي الأنثى والذي يقدح بطرفه هو الذكر ويسمى الزندة الأب والزندة الأم وكنى بزنادكم وريه عن بلوغهم مأربهم تقول العرب وريت بكم زنادي أي بلغت بكم ما أحب من النجح
(١٧٥)