إن عد أيام الفعال فإنما يوماه يوم ندى ويوم طعان فقال كلا يا أمير المؤمنين ولكن أعطيته على قوله ما زلت يوم الهاشمية معلنا * بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته وكنت وقاله * من وقع كل مهند وسنان فقال له أحسنت يا معن.. وفي خبر آخر انه دخل على المنصور فقال له ويلك ما أظن ما يقال فيك من ظلمك لأهل اليمن واعتسافك إياهم إلا حقا قال وكيف ذلك يا أمير المؤمنين قال بلغني انك أعطيت شاعرا كان يلزمك ألفي دينار وهذا من السرف الذي لا شئ مثله فقال يا أمير المؤمنين إنما أعطتيه من فضول ما لي وغلات ضياعي وفضلات رزقي وكففته عن عرضي وقضيت الواجب من حقه علي وقصده إلى وملازمته لي قال فجعل أبو جعفر ينكت بقضيب في يده الأرض ولم يعاود القول.. وأخبرنا المرزباني قال أخبرني علي بن يحيى عن عبد الله بن أبي سعد الوراق عن خالد بن يزيد بن وهب ابن جرير عن عبد الله بن محمد المعروف بمنقار من أهل خراسان وكان من ولاة الرشيد قال حدثني معن بن زائدة قال كنا في الصحابة سبعمائة رجل فكنا ندخل على المنصور في كل يوم فقلت للربيع اجعلني من آخر من يدخل عليه فقال لي لست بأشرفهم فتكون من أولهم ولا بأخسهم نسبا فتكون من آخرهم وان مرتبتك لتشبه نسبك قال فدخلت على المنصور ذات يوم وعلى دراعة فضفاضة وسيف حنفي أقرع بنعله الأرض وعمامة قد أسدلتها من قدامي وخلفي فسلمت عليه وخرجت فلما صرت عند الستر صاح بي يا معن صيحة أنكرتها فلبيته فقال ادن إلي فدنوت منه فإذا به قد نزل عن فراشه إلى الأرض وجثى على ركبتيه واستل عمودا من بين فراشين واستحال لونه وبدت أوداجه وقال إنك لصاحبي يوم واسط لا نجوت ان نجوت مني قال قلت يا أمير المؤمنين تلك نصرتي لباطلهم فكيف نصرتي لحقك قال فقال لي كيف قلت فأعدت عليه القول فما زال يستعيدني حتى رد العمود إلى مستقره واستوى متربعا واسفر لونه وقال يا معن ان باليمن هناة فقلت يا أمير المؤمنين ليس لمكتوم رأي وهو أول من أرسلها مثلا فقال
(١٦٢)