أنت صاحبي فاجلس قال فجلست وأمر الربيع كل من كان في الدار فخرج وخرج الربيع فقال إن صاحب اليمن قدهم بالمعصية واني أريد أن أخذه أيسرا ولا يفوتني شئ من ماله قلت ولني اليمن وأظهر إنك قد ضممتني إليه وأمر الربيع أن يزيح علتي في كل ما أحتاج إليه ويخرجني في يومي هذا لئلا ينتشر الخبر قال فاستل عهدا من بين فراشين فوقع فيه أسمي وناولنيه ثم دعا الربيع فقال يا ربيع إنا ضممنا معنا إلى صاحب اليمن فأزح علته فيما يحتاج إليه من السلاح والكراع ولا يمس إلا وهو راحل قال ثم ودعني فودعته وخرجت إلى الدهليز فلقيني أبو الوالي فقال يا معن أعزز علي أن تضم إلى ابن أخيك قال فقلت له أن لا غضاضة على الرجل يضمه سلطانه إلى ابن أخيه وخرجت إلى اليمن فأتيت الرجل فأخذته أسيرا وقرأت عليه العهد وقعدت في مجلسه.. روى عمر بن شبة قال اجتمع معن بن زائدة مع ابن أبي عاصية وابن أبي حفصة والضمري فقال لينشدني كل واحد منكم أمدح بيت قاله في فأنشده ابن أبي حفصة مسحت ربيعة وجه معن سابقا * لما جرى وجرى ذوو الأحساب فقال له معن الجواد يعثر فيمسح وجهه من الغبار والعثار وغيرهما.. وأنشده الضمري أنت امرؤ شأنك المعالي * وذكر معروفك الربيع ويروي ودون معروفك الربيع * بشأنك الحمد تشتريه يشيعه عنك ما يشيع فقال له ما أحسن ما قلت إلا أنك لم تسمني ولم تذكرني فمن شاء انتحله.. فأنشده ابن أبي عاصية شعرا إن زال معن بني شريك لم يزل لندى إلى بلد بغير مسافر ففضله عليهم .. وروى أنه أتى معن بن زائدة بثلاثمائة أسير فأمر بضرب أعناقهم فقال له شاب منهم يا أخا شيبان نناشدك الله أن تقتلنا عطاشا فقال اسقوهم ماء فلما شربوا قالوا يا أخا شيبان نناشدك الله أن تقتل أضيافك فقال اطلقوهم.. وذكر أحمد بن كامل أن الخوارج قتلت معن بن زائدة بسجستان في سنة إحدى وخمسين ومائة.. وروى
(١٦٣)